لاتصدقوا أمريكا عندما تتظاهر بمحاربة الارهاب، فهى التى صنعته ليكون وسيلتها لتحقيق كل مراميها فى المنطقة. ومن ثم غدا هو المحرك الخارجى لخلق الأزمات داخل الدول العربية المستهدفة واستغلال حدودها والظروف السياسية المحيطة بها، بالإضافة إلى ترسيخ الفتن الطائفية والنعرات العرقية بشكل شجع فئات بتبنى العنف نهجا وصولا لتحقيق أهدافها السياسية ومصالحها الفئوية والتى قد تعكس فى جانب منها خدمة لأطراف داخلية أو اقليمية أو دولية.
وقد تكون هناك أسباب ساعدت على انتشار الارهاب واستفحاله فى المنطقة. ولكن يظل الدور الأمريكى هو العامل الأساسى فى زرع النبتة ورعايتها كى تكون ذريعة الدولة الأحادية القطبية لتحقيق مآربها السياسية والعسكرية فى المنطقة إلى جانب فرض سيطرتها على آبار النفط.
وازدادت الصورة وضوحا منذ أن اجتاح بوش» الصغير أفغانستان 2001 ، وغزا العراق 2003 . ثم كان أن شرع بعد ذلك فى تهديد عدد من دول المنطقة مثل سوريا من خلال فرض شروط إذعان عليها، حتى إذا رفضت الخضوع لها استهدفها فى مقتل وتم استهدافها منذ ذلك الحين حتى اليوم من خلال تطويقها بالارهاب على أمل أن يكون البتر جزاءها.
أمريكا استخدمت الارهاب بهدف تدمير وحدة الدول وزعزعة أمنها وهز استقرارها وصولا إلى تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد وهو ما يعنى تقسيم المقسم وتجزئة المجزء والقضاء على وطنية ووحدة الشعوب فى المنطقة. وجاءت الفرصة السانحة لأمريكا فى ظل ماسمى تجاوزا بثورات الربيع العربى والتى سارعت باستغلالها لتحولها إلى جحيم من العنف والتطرف والارهاب والفوضى.وهكذا أمكن لأمريكا استهداف المنطقة عبر بوابة الارهاب، ولا غرابة، فهى التى رعت القاعدة وصنعت داعش بهدف تحقيق السيناريو الذى رسمته للمنطقة لتتم فيه تجزئة دولها وتقسيمها بعد أن نجحت فى تحقيق الانهيار الأمنى فى جنباتها وإشاعة الفوضى الخلاقة وعدم الاستقرار.
واليوم ماذا بعد أن بات الارهاب وللأسف احدى حقائق العصر الذى نعيشه وتعاظم دوره؟ لقد طفا على السطح وبات يشكل خطرا وجوديا على شعوب المنطقة وعلى الحضارة والانجازات، وازدادت خطورته حدة بزيادة المنظمات التى تمارسه والتى استغلت القتل على الهوية لاثارة الصدمة والترويع. ألا يدعو هذا الدول العربية إلى التكاتف وإلى أن تتضافر جهودها للتصدى لهذا الارهاب الظلامى واجتثاث هذه الظاهرة التى باتت تهدد الجميع فى مقتل، فلن تكون هناك دولة بمنأى عن مخاطرها ولا عن تداعياتها الكارثية. وعليه يتعين على الأمة العربية اليوم أن تسارع بقطع الطريق على أمريكا وأن تتضافر من أجل بتر هذا السرطان الخبيث.....