المساء
ايمن عبد الجواد
بشائر القوة العربية
لو صحت التكهنات أو التقارير الصحفية الفرنسية عن سعي مصر والسعودية إلي شراء حاملة طائرات الهليكوبتر الفرنسية "ميسترال" فإن هذا يعني أن القوة العربية المشتركة بدأت تدخل حيز التنفيذ.
وكالة "نوفستي" الروسية بثت خبرا ونقلته عنها "المساء" في عدد أول أمس جاء فيه أن البلدين يسعيان بقوة إلي امتلاك حاملة الطائرات الفرنسية وتشكيل أسطول قوي يمثل قوة إقليمية بالبحرين الأبيض والأحمر.
القوات المسلحة سواء في مصر أو السعودية لم تسع من قبل إلي امتلاك حاملة طائرات سواء للهليكوبتر أو غيرها لأن العقيدة القتالية في البلدين تقوم علي حماية الأمن القومي ولا تستهدف الاعتداء علي الغير ومن ثم فإن ميادين المعارك المحتملة لا تحتاج هذا النوع من الأسلحة.
وبما أن الاستراتيجية لم تتغير - وأظنها لن تتغير - فنحن هنا بصدد البدء في تشكيل القوة العربية المشتركة التي تم الإعلان عنها في القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ. ودار بشأنها مباحثات ومشوارات عديدة بمشاركة رؤساء أركان الجيوش العربية.
وهذا يقودنا إلي التطور الكبير الذي شهدته العلاقات العربية في الفترة الأخيرة خاصة بين مصر والسعودية والإمارات إيمانا من البلدان الثلاثة بأن التكتل والتعاون هو السبيل الوحيد لمواجهة ما يحاك للأمة من مؤامرات وأيضا لإنقاذ ما تبقي من أشلاء دول كبري كانت ملء السمع والبصر مثل العراق وسوريا ومعهما اليمن الذي كان سعيدا في يوم من الأيام.
الدول الثلاث أكدت - بالقول والفعل - أن لدينا ما نقدمه لوطننا غير عبارات الشجب والإدانة التي برعنا فيها طوال العقود الماضية. وظلت تتكرر علي مدار سبعين عاما هي عمر الجامعة العربية "بيت العرب".
وخير دليل علي ذلك ما قدمه الأشقاء لنا في محنتنا من دعم اقتصادي وسياسي لدرجة أن وزيري خارجية السعودية والإمارات صارا بمثابة وزيرين بالخارجية المصرية يدافعان عن مصالحنا بالمحافل الدولية دون النظر إلي التبعات أو الخسائر السياسية وغير السياسية.
السنوات العجاف التي مر بها الوطن العربي مؤخرا أكدت أن الأمة قد تمرض لكنها لا تموت وأننا قادرون علي الوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص أمام من تسول له نفسه أن يتلاعب بمقدراتنا ومستقبلنا.
مثلما أكدت حاجتنا الماسة إلي تشكيل قوة مشتركة تحمي الوطن من مخططات الأعداء في ظل تطور الحروب بعيدا عن الصور النمطية القديمة وظهور الحروب بالوكالة عبر مرتزقة تقتل وتحرق وتقبض الثمن.
حاملة الطائرات الفرنسية ليست مجرد قطعة بحرية جديدة.. إنها نواة لحلم عربي آن له أن يتحقق.
تغريدة:
قناة السويس الجديدة خطوة من ألف خطوة كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي.. مشوار بناء مصر الجديدة مازال طويلا ولكن النتائج مضمونة مائة في المائة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف