المساء
محمد جبريل
بلاغ إلي الجنائية الدولية
تعددت الفصائل المسلحة في الوطن العربي. بحيث يصعب إحصاؤها. ثمة القاعدة وداعش وحزب الله وأنصار الله والنصرة ومسميات أخري كثيرة. تقاتل الحكومات. وتقاتل بعضها البعض. وتقضي عملياتها الإرهابية علي البشر والمدن والقري. إلي حد نشوء مراكز مهمتها إيراد الإحصائيات اليومية لأعداد الشهداء.
أرادت واشنطن أن تضيف إلي المشهد السوداوي المحزن. فتولت تدريب أعداد من الشباب السوري في معسكرات خارج الإقليم. بزعم أنهم فصائل معتدلة. تنفذ المخطط الأمريكي بمحاولة إسقاط النظام. وكما أعلن مسئولو البنتاجون والسي آي إيه فقد عاد هؤلاء المتدربون إلي الأرض السورية ليقاتلوا بزيهم العسكري. أو يندسوا- وسط الفصائل المتصارعة- بأزيائهم المدنية. بحيث تتحرك الأحداث لصالح المخططات الأمريكية. علي أن يساعدهم الطيران الأمريكي في العمليات المرتقبة.
بصرف النظر عن خطورة التصرف الأمريكي. وأنه تدخل سافر في الشئون الداخلية لبلد مستقل. بلغ حد إعلان تجنيد العملاء. وشن الغارات الجوية دفاعاً عن العمليات التي يقومون بها.. بصرف النظر عن خطورة ذلك التصرف. فقد واجهت العمليات في بداياتها ما ذكرنا بحادثة إسقاط المارينز الأمريكان في الأرض الإيرانية في عهد الرئيس الأسبق كارتر. لتحرير رهائن السفارة الأمريكية الذين احتجزهم أنصار الإمام الخميني.
تكرر المأزق الأمريكي بصورة مغايرة. فقد اعتقلت ما تسمي نفسها داخل الأرض السورية. وقيل إنها سلمتهم إلي مسئولي النظام!
إذا كانت الولايات المتحدة قد نصبت من نفسها شرطياً لهذا العالم. فإن أهم ما يشترطه عمل الشرطي منع الجريمة لا إحداثها. وقد تعهدت واشنطن- وأعلنت ذلك في اعتزاز- أنها تشارك في حرب الدمار التي تشهدها المدن السورية. بواسطة مقاتلين من أبناء القطر. دربتهم في معسكرات خاصة. وزودتهم بالمال والسلاح. وأضافت دفاعها- عن تحركاتهم- بالعمليات الجوية.. لكن تشابك الصراعات. وكثرة الفصائل. خلط الحابل بالنابل. بحيث أدان المواطن العادي الذي دفع حياته وأمنه واستقراره ثمناً لهذا الصخب. كل العمليات الإرهابية والشعارات الزائفة وتبادل الاتهامات.
أخطر ما في الأمر عندما يتخلي الشرطي عن دوره. الذي لم تكلفه به منظمة دولية. ولا أي أحد. فيشارك في العمليات الارهابية بمجموعة معتدلة "التسمية للمتحدث الأمريكي- عهد إلي أفرادها بمهام تضيف إلي الأحداث المشتعلة نيراناً!
أرجو أن تكون هذه الكلمات بلاغاً إلي محكمة الجنايات الدولية!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف