محمد جبريل
حتي تعود الجماهير إلي ملاعب الكرة
نحن لا نستطيع أن نتصور مسرحية يقتصر عرضها علي شاشة التليفزيون. أو فيلماً سينمائياً يكتفي بعرضه في القنوات الفضائية. نحن لا نستطيع أن نتصور عروضاً كثيرة يختفي بعدها الرابع وهو الجمهور. لأنها تقوم علي العلاقة بين المؤلف والفنانين والفنيين والجمهور المشاهد.
الجمهور هو البعد الرابع في مثلث العمل الدرامي. أو الاستعراضي وغيرها من الفنون التي تخصص لها دور عرض تجتذب جمهور المشاهدين. موسيقي الحجرة استمدت اسمها من أن الفرقة الموسيقية المحدودة العدد تعزف لجمهور محدود العدد كذلك. لا شأن لها بالأعداد الكبيرة من المتلقين.
التصور يفرض نفسه علي الألعاب الرياضية. أي لعبة يخصص لها ملعب علي جوانبه مدرجات. يجلس فيها الجمهور المتابع. وحين نصف كرة القدم بأنها اللعبة الشعبية الأولي فلأنها اللعبة التي تجتذب العدد الأكبر من الجماهير. يتابعون ويشجعون. ويعلنون انتماءهم لأحد الأندية. وتتسع دوائر المشجعين.
الأولتراس ظاهرة سلبية فرضت نفسها علي اللعبة الشعبية الأولي. تحولت من التشجيع إلي إملاءات وصخب وفوضي. واندس فيها من تشغلهم أهداف لا صلة لها بكرة القدم. ولا بالرياضة. إنهم يحرضون- لأسباب إرهابية- علي العنف والقتل والتدمير. بحيث تصبح المدرجات- كما هو الحال الآن- بلا جمهور.
بعد حادثة استاد بورسعيد نقل اتحاد كرة القدم مباريات المصري إلي الإسماعيلية. وأعادت الداخلية مباريات الدوري بشرط غياب الجمهور. وفي الأسبوع الأول للسماح بعودة الجمهور إلي الملاعب. حدثت مأساة ملعب الدفاع الجوي!
هل تظل جماهير كرة القدم محرومة من حضور المباريات وتشجيعها واستمتاعها بالأداء في الملعب. وليس بالجلوس أمام الشاشة الصغيرة؟
الداخلية- من واقع خبراتها السابقة- أعلنت بالفم المليان عن استحالة حضور الجماهير مباريات الدوري والأندية تحاول التغلب علي المشكلة بفتح الأبواب لأعداد من مشجعيها لمتابعة المباريات في الملعب. وهو ما سكت عنه الأمن باعتبار أن جلوسهم في المدرجات مسئولية إدارات الأندية.
لماذا لا نفيد من هذه الوسيلة في حل المشكلة التي استعصت علي الحل؟ لماذا لا تتولي الأندية مسئولية مبارياتها باعتبار أن أهل مكة أدري بشعابها؟
إن المشاغبين والمحرضين علي العنف معروفون بالاسم. فلماذا لا يشرف النادي صاحب الملعب- بالتعاون مع النادي المنافس في المباراة- علي السماح لعشاق اللعبة الحقيقيين. ويطرد خارج الأسوار من يعبثون بأمن الوطن والمواطنين تحت شعارات مكذوبة؟ لماذا نحمل الأمن ما يواجهه بوسائله. ثم نكيل له الاتهامات؟!!