محمد نور الدين
قهر المحال .. بعزم الرجال
* لكي يصبح القادم أحلي.. وحتي تتجسد النهضة الطموحة.. وجب علي كل المسئولين بمختلف درجاتهم ومناصبهم.. استيعاب درس "الإنجاز والإعجاز".. وصار لازماً أن يتخذ كل منهم من القناة الجديدة.. الحافز والدافع.. والقدوة والمثل.. ولابد أن يعمل ويجتهد.. مستعيناً بذات الفكر.. ومستخدماً نفس الأدوات والوسائل التي تصنع القفزة العملاقة.. وتحقق الأحلام المشروعة.
لم يعد أي مسئول يملك الآن.. رفاهية الوقت.. كما أن شراسة التهديدات وحجم الطموحات.. لا يسمح بالتقاعس والتهاون.. ومن ثم ينبغي أن يستنفر "المسئول" كل قواه.. ويستحضر روح قناة السويس في أدائه وعطائه.. محافظاً كان أو رئيس حي.. أو مديراً. أو حتي رئيس عمال.. كل في موقعه يبذل أقصي الجهد.. ويعمل بمنتهي الإخلاص.. في سبيل مواجهة المشاكل.. وحل الأزمات.. وتوفير أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن الكادح.
من لم يستطع الالتزام بمقتضيات وضروريات المرحلة.. فأقل واجب يؤديه.. التنحي والجلوس جانباً.. وإعطاء الفرصة لغيره. ممن يملك القدرة والعلم والمهارة.. لعله يحقق ما عجز عنه سلفه.. ونجاح أي مسئول يبدأ بسد منابع الإهمال واللامبالاة.. والإسراع بحل المشكلات اليومية التي يعاني منها المواطن.. وبالتواصل والتواجد في مواقع العمل والإنتاج.. وبتوفير كافة الخدمات اللائقة.. وبمتابعة ومراقبة تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية.. التي تساهم بدرجة كبيرة في إحداث النقلة المطلوبة.
بالتأكيد العنصر البشري لا يتحمل المسئولية وحده.. لذا آن الأوان لوضع منظومة متكاملة.. تستهدف بتر ودحر حالات ومظاهر الفساد داخل أجهزة ومؤسسات الدولة.. وتقضي علي البيروقراطية والقوانين المعوقة.. وتتخلص من النظرة الضيقة. وتلفظ محدودي العلم والكفاءة.. وتضع أساسيات تحقيق العدالة الاجتماعية.. وتشمل أيضاً إصلاح الجهاز الإداري.. الذي مازال حتي الآن عاصياً وعنيداً أمام أي تطوير وتحديث.. ويأبي ربط الأجر بالإنتاج.. ويسد الطريق أمام إدخال عناصر جديدة تدفعه إلي الجودة والإتقان.
أما تعديل منظومة القيم والأعراف والأخلاق.. فهي الأجدر والأولي بالاهتمام والتطبيق.. بحيث تسعي إلي إعلاء قيمة العمل.. وتعيد للشهامة رونقها.. وللنخوة أصالتها.. وتستأصل آفات الرشوة والمحسوبية والواسطة.. التي فرَّغت أجهزة الدولة من الكفاءات والمخلصين.. وتعمل لبناء جيل جديد يتميز بالخلق الرفيع.. والولاء والانتماء.. ويقدر قيمة الوطنية والجهاد في سبيل رفعة بلده.
لن تكون مصر بلد المشروع الواحد.. طالما هناك رجال شرفاء يريدون التضحية والفداء.. ولديهم الرغبة الوطنية لاستكمال مشوار الألف خطوة.. وقد انطلقت القافلة.. ويجب ألا تتوقف.. مهما بلغت الصعوبات.. وتوالت التحديات.. لأن المحال لا يقهره إلا عزم الرجال.. والآمال تتحقق بالإرادة والصلابة.. والأحلام تري النور بالجسارة والشجاعة.. والكفاءة والمهارة.. وليدرك كل مواطن أن النجاح أكيد.. والوصول للغاية مضمون.. مادام المصريون.. يسيرون نحو التقدم والرخاء.. وهم علي "قلب رجل واحد".