المساء
ناهد عبد الحى
بما يرضي الله .. دعوا الخلق للخالق
التسامح. العفو المغفرة من صفات الله عز وجل رغم انه هو القادر الذي بيده وحده النفع والضر. وبقدر نصيبك من هذه الصفات بقدر قربك منه سبحانه وتعالي.
المشكلة أن هناك موروث مغلوط لدي الكثيرين بأن هذه الصفات تدل علي الضعف وقلة الحيلة وأن الخطيئة تلتصق بصاحبها مدي الحياة كوصمة عار.
الغريب ان من يتبني هذه النظرة ليس له مبدأ ثابت يطبقه علي نفسه قبل الآخرين بل تراه يجلد غيره علي شيء اذا فعله هو يقدم لنفسه كل المبررات والأعذار.
اذا كانت عواقب هذه النظرة الخاطئة محدودة علي المستوي الفردي ومعاملاتنا الحياتية العادية فان العواقب أكبر بكثير.
علي المستوي المجتمعي فتجعل المتهم مدانا حتي تثبت براءته رغم ان القانون يقول انه بريء حتي تثبت ادانته وتجعل السابقة الأولي قد تمحي فقط من صحيفة الأحوال المدنية ولكنها لا تمحي من ذاكرة كل من يتعامل مع صاحبها فكلما نسيها وأراد أن يعيش بشكل طبيعي يجد من يذكره بها بالفعل أو القول أو حتي بالغمز واللمز.
صحيح هناك من لا يهمه سوي إخلاص النية بعد أن أخذ قرار التوبة وأحسن الظن بالله لكن هناك من يحبط ويصاب بخيبة الأمل بعد معاناة طويلة في مجاهدة النفس من ناحية والنظرة الدونية من المحيطين به من ناحية أخري.. الحديث هنا ليس عن المعصية والمجاهرين بها ولكن عن الصادقين في العودة لله بداية من الأخطاء البسيطة وحتي التي تقودهم للسجن.
حقيقة يجب ان نعرفها جميعاً هي أن الأسوياء هم من يسامحون ينظرون للمخطئين علي أنهم ضعاف في حاجة للمساعدة من الأقوياء أما غير الأسوياء فيضخمون عيوب الآخرين حتي تتوه عيوبهم وسطها لأنهم يعجزون عن علاجها.
نحن في حاجة إلي تصفية النفوس والتعامل بالقانون الرباني حب لأخيك ما تحب لنفسك فرب ذنب أدخل صاحبه الجنة من كثرة الاستغفار ورب طاعة أدخلت صاحبها النار للتكبر بها والعبرة بالنوايا والخواتيم فلندع الخلق للخالق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف