* مازالت نشوة الفرحة بإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة تملأ القلوب وازدادت بعد قرار السيسي الثوري بإدخال عائداتها لميزانية الدولة.
* الحفل الفني لا يفارق الذاكرة وخاصة مشهد النصر من أوبرا "عايدة" للموسيقار الإيطالي فيردي الذي جاء مناسبا للحدث وكان قد جاء ناجحا بداية من ديكور محمود حجاج وإضاءة ياسر شعلان وصوت محمود عبداللطيف وإخراج عبدالله سعد ورقصات فرقة الباليه المصرية أما المغنون فقد تفوقوا وكانوا مبهرين والغريب أن معظمهم يلعبون هذه الأدوار سنويا ولكنهم هنا كأننا نراهم لأول مرة ويبدو أن فرحتهم بالمشاركة في الحدث جعلتهم يتفوقون لقد كانوا حقا علي مستوي عالم يستحق الفخر وهم رضا الوكيل في دور الكاهن وعبدالوهاب السيد في دور الملك وجولي فيظي في دور أمنيريس ومصطفي محمد في دور امناصرو أما السبرانو إيمان مصطفي التي قامت بدور عايدة والتي تلعبه منذ ربع قرن فقد كانت متألقة في الغناء والتمثيل بدرجة أثارت الإعجاب كان أيضا التينور الإيطالي جيدا ولكن لماذا لم يقدم هذا الدور مغن مصري خاصة أن في الآونة الأخيرة ظهر لدينا بعض الشباب من طبقة التينور مثل هاني الشافعي الذي لعب هذا الدور العام الماضي في أوروبا؟؟! أما عن الكورال فكان من أهم إيجابيات هذا العمل الذي كنت أتمني أن يكون مصريا خالصا من حيث الأداء ويكفينا أن الإبداع إيطالي.. ولكن هذا لا يمنع أنني من أنصار أنه كان يجب تكليف الفنانين بإبداع أعمال فنية بمقاييس عالمية من أجل هذه المناسبة كما حدث من قبل في افتتاح مشروع السد العالي ونقل معابد أبوسمبل وفيله حيث بقي لنا من هذه المناسبات أعمال خالدة مثل لوحة "إنسان السد" للفنان عبدالهادي الجزار وقصيد سيمفوني أبوسمبل لعزيز الشوان وأوبرا "أنس الوجود" لنفس المؤلف لأن هذه المناسبة كانت فرصة لاستعراض مستوانا الحضاري أمام العالم ولكن إلي حد ما الجانب المصري في أوبرا عايدة قام بهذه المهمة.
* افتقدت في الحفل قيادة المايسترو المصري الموهوب والمجتهد نادر عباسي الذي سبق له قيادة "عايدة" عدة مرات في مصر والخارج ولكن ما يجعلنا نغفر غيابه أنه في هذه الأثناء كان مشغولا بقيادة أوبرا لاترافياتا في انجلترا يمثل مصر ويشرفها خارج الحدود وتمنياتنا له بالتوفيق والعودة لأحضان الأوبرا المصرية مرة أخري حيث إن نادر من الشخصيات متعددة المواهب فهو عازف فاجوت ومؤلف موسيقي بارع مالكا لأدواته ومغني أوبرا من درجة "الباص" وتوج كل ذلك بالقيادة التي تفوق فيها وأصبح له نشاط عالمي يستحق إلقاء الضوء عليه والمهم الاستفادة منه في مصر خاصة أننا نعاني من ندرة في القيادة المتخصصة.