نبيل فكرى
مساء الأمل .. "سلطان" الطبيب
العلاقة بين الصحفي والمسئول محفوفة "بسوء النوايا" في الغالب.. من الصحفي الذي قد يريد من المسئول شيئاً وهذا يحدث. ومن المسئول الذي يتوجس خيفة منه ويترقب أن يطلب منه شيئًا. ومن القارئ الذي لم يعد يرتضي من الصحفي لا قدحًا ولا مدحاً في المسئول. فهو في الأولي لم يحصل علي ما يريد وفي الثانية حقق المراد.
هذه النظرة ليست التطور الطبيعي "للحاجة الساقعة" لكنها الوجه الحقيقي لعلاقات باتت بلا حياء ولطغيان المادة علي كل شيء. وهي افتراض بديهي في ظل أن الأخ "ابن الأم والأب" بات يتعامل مع أخيه وفق تلك النظرية. إلا ما ندر.
عدت من الخارج بعد تسع سنوات أزعم أنها زاهية في بلاط صاحبة الجلالة والحمد لله. لأعمل كما كنت. وكما كنت أصر قبل السفر بمبدأ "المستغني" فلا حاجة لي عند أحد. ولست بحاجة إلي وظيفة أو خدمة. وفي مستهل الرحلة هنا. كان اللقاء بالدكتور محمد علي سلطان محافظ البحيرة. بحكم أنني من هناك وبحكم ما أسند إليّ من مهام صحفية في بلدي. وبالطبع أطل "سوء النية" مني وحدي فأنا لا أدري كيف كان حال البقية.
وفي أكثر من زاوية هنا كتبت أستحث المحافظ علي فعل شيء. ثم انتقدته مؤكدا ان المسئولين يرثون مع المناصب ممن سبقهم كل شيء حتي الروتين و"الطناش" ولم يرد الرجل ولم يدافع. وكان أول كلام مكتوب بيننا بعد أن كتبت زاويتي "احنا ولاد البوابين" فأرسل رسالة رقيقة فوق ما أستحق.
المهم.. بعدها التقيته عدة مرات واستمعت إليه وحدي ومع زملاء أعزاء. وللحق خشيت أن أقع في فخ أن أصدقه. فهو مسئول. كما أن "سوء النية" لم يبرحني بعد. ولكن يوما بعد يوم. بدا الرجل ثابتا كما هو.. صريحا إلي حد الدهشة. متفائلاً لدرجة أن يهديك بعضا من تفاؤله.. يعترف بالسلبيات قبل أن يتحدث عن الايجابيات.. يستمع قبل أن يتحدث. وحين يتحدث يجيب عما سألت وعما فاتك أن تسأل عنه.
لا أحبذ الكتابة عن الأشخاص. وحتي الآن لم تسول لي نفسي طلب شيء من المحافظ. وإن كان من مشكلة تحدثت معه بشأنها فقد كانت عامة أو ملحة أو هي من صميم اختصاصه تجاه المحافظة التي تولي أمرها. وما دفعني للكتابة عنه اليوم هو أن الرجل الذي لم يمض سوي بضعة شهور في المحافظة يواجه حربًا خفية. للأسف بعض أطرافها حوله ممن لا تصلح معهم براءة ولا جدية ولا تفاؤل الطبيب محمد علي سلطان. وهي الحرب التي بدأت تحاك شائعات بأنه "من المغضوب عليهم". وللأسف بعض الشائعات المغرضة في بلادنا قد تصبح حقائق لأن صاحب القرار أحيانا يظن أن من حاك الشائعة هو الشعب. وللأسف أيضا. ليس كل الاعلام في بلادي مرآة.
الدكتور سلطان ليس "سوبرمان" ومازال هناك الكثير الذي لم يفعله. ومازال طموح الشارع البحراوي مؤجلا. لكن اجمل ما فيه أن قلبه يواكب عقله.. أنه طبيب.. أجمل ما فيه انه يريد ويحب ويتمني.. أفضل ما فيه أنه غير مؤهل ليكون فاسدًا. وهذا يكفي يا رئيس الوزراء.
* * ما قبل الصباح:
إلهي:
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب.. ترابُ