أحمد معوض
كلمة ونص .. الرئيس يتحمل المسئولية
بعد ثورتي يناير ويونيو. لم يعد مقبولاً أن نكرر نفس الأخطاء. نحن المحكومون مع الحاكم. عندما كان يفرح أباؤنا بأي انجاز تحققه ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. كنت أسألهم: وأين كنتم طوال السنوات الفائتة؟!
وربما اعتدنا في المنطقة العربية علي انتقاد الحاكم بعد رحيل أو ذهاب السلطة عنه. فلم نسمع من حمل مسئولية نكسة 67 للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حياة عينه. علي الرغم من أن الزعيم الراحل أعلن تحمله المسئولية كاملة لأنه كان بالفعل رجلاً بمواصفات زعيم كبير. قادر علي تحمل مسئولية أخطائه وقادر علي تجاوزها.
ثلاثون عاماً. حكمنا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ولم يجرؤ أحد علي مواجهته بأخطائه وكوارثه إبان حكمه: حتي خرجت عليه الملايين في يناير 2011. فلو كانت هناك ضمائر مستيقظة وقلوب مخلصة حول الرئيس مبارك واجهته بأخطائه وصححت له مساره. لما وصل به الحال إلي خلف أسوار السجون هو وولديه.
أما الشماعة الجاهزة التي دائماً "تشيل الليلة" فهي الحكومة. فقد تعودنا عبر السنوات الكثيرة الماضية أن نشكر الرئيس علي أي إنجاز يتحقق. وننتقد الحكومة علي أي فشل يحدث.
الزميل مصطفي بدوي كتب في عموده تحت عنوان "حكومة محظوظة" أن حكومة المهندس إبراهيم محلب محظوظة للغاية لأنها عاصرت انجاز مشروع عملاق هو قناة السويس الجديدة دون أن تتولي مسئولية من قريب أو من بعيد في حين حمل الزميل الحكومة مسئولية كارثة مركب الوراق وحريق مصنع العبور والعجز في مواجهة مشكلة الدروس الخصوصية.
أؤكد أن الرئيس يتحمل المسئولية كاملة علي الانجاز وعلي الاخفاق. فمن المفترض أنه علي رأس الجهاز التنفيذي للدولة. وهو من يختار رئيس الحكومة. كما أؤكد علي أن وزارة الدفاع هي جزء من الحكومة.
ثم من قال أن إنجاز قناة السويس لا ينسب لحكومة محلب. القناة ليست حفراً وكراكات فقط. القناة مشروع استثماري كبير. تلعب فيه الحكومة بأذرعها أدواراً متعددة.
المرحلة المقبلة من عمر الوطن لا تحتاج إلي مجاملات أو "تذويق" الصورة أو تشويه أخري. فهنيئاً للرئيس بمن كشف له السلبيات قبل من يشكره علي الانجازات.