بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. مع مرسي وطباخه في السجن
أجمل وأطرف ما قرأت تعليقا علي تصريحات طباخ الرئيس المعزول محمد مرسي كان علي لسان الكاتب الصحفي المبدع "محمد حماد" حيث قال في تعليق له علي الفيس بوك "لحم عجول ورومي ونعام وفراخ وسمك سنجاري وطباخين وسفرجية وأكيد فيه هناك تكييف. طيب إحنا قاعدين بره السجن نعمل إيه"؟
بالفعل ما رواه طباخ مرسي وعدد من الإخوان المحبوسين علي ذمة قضايا يؤكد أن حياة السجن بالنسبة لهؤلاء حياة رغدة ينعمون فيها بكل ما لذ وطاب من الطعام ويشاهدون التليفزيون ويقرأون الصحف ويلقون رعاية صحية جيدة ومعاملة طيبة من الضباط والحراس.. وبالتأكيد لن يجدوا ذلك خارج أسوار السجن الذي حماهم من غضب الشعب وسخطه عليهم.
كان أشرف أحمد سعد طباخ المعزول وقيادات الإخوان داخل السجن قد رد علي مزاعم مرسي في جلسة محاكمته الأخيرة بأن طعاما قدم إليه ولو أكله لكانت هناك مصيبة كبيرة في إشارة إلي محاولة تسميمه داخل السجن حيث أكد الطباخ في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي أن الطعام الذي يقدم له يتم إعداده بدقة شديدة مشددا علي وجود إشراف طبي جيد من قبل متخصصين هم من يعطون الأمر بالتصديق علي أن هذا الطعام جيد.
وأوضح طباخ المعزول أنه يتم إدخال الطعام بعد اختباره وتجهيزه بعناية فائقة برفقة طبيب وضابط السجن إلي الرئيس المعزول.. مشيرا إلي أن المعزول وقيادات الجماعة يفضلون تناول وجبة السمك بأنواعه وأشكاله.
وكشف طباخ مرسي عن أنه كان يصل إلي أمانات قيادات الإخوان بالسجن ما يقرب من 100 ألف جنيه شهريا تنفق علي طعامهم قائلا: الكافتيريا بالسجن كانت علي أعلي مستوي "فايف ستارز" وكأنهم في الفوز سيزون لدرجة أن اللحوم بسجن برج العرب من الرومي ولحم النعام مضيفا أن قيادات الجماعة كانوا يعطونه أموالا إكرامية بسبب رضائهم عن الأكل المقدم لهم وتابع طباخ مرسي: قيادات الإخوان أكيلة لحوم وصفوت حجازي كان بيحب السمك السنجاري والشاطر يحب مشويات السمك وكان سعد ابنه يقولي عملت لبابا أكل إيه عشان هنراضيك.
وأشار إلي أن قيادات الإخوان كانوا يطلبون "فتة" بنوع معين من اللحوم لافتا إلي أنه حين كان يتم تكليفه بعمل أكل ل"مرسي" يقال له: "اعمل أكل للمأمورية" وكان يتم متابعة الأكل بعرضه علي طبيب مختص وأكد طباخ المعزول في السجن أن قادة الإخوان داخل السجن يفضلون الأسماك واللحوم لافتا إلي أن سعد خيرت الشاطر وصفوت حجازي رفضا تناول التونة لمدة يوم واحد فقط في الأسبوع مؤكدا أنه لا صحة لما قاله المعزول في المحكمة من أن الأطعمة المقدمة إليه قد تشكل خطرا علي حياته.
وأضاف "سعد" أن الرئيس المعزول يفضل وجبات اللحوم لافتا إلي أن كثرة تناول اللحوم تسببت في وعكة صحية له ما اضطر طبيب السجن إلي مطالبته بتخفيف الطعام المقدم له من اللحوم.
* * *
كلام الطباخ ليس دفاعا عن مصلحة السجون ولا دفاعا عن الدولة التي يهمها تأمين حياة مرسي وقيادات الجماعة بكل الوسائل وكلنا يشعر بصدق الطباخ في روايته لأننا نري صحة قيادات الإخوان ومعنوياتهم خلال جلسات محاكمتهم فهم يتمتعون بصحة جيدة ومعنوياتهم عالية ورغد السجون تعودوا عليه وواضح عليهم ولو خير بعضهم بين الخروج من السجن ومعايشة الشعب ومواجهته وبين الاستمرار في السجون لفضلوا البقاء في السجن دون تردد.
تلميح المعزول عن محاولة تسميمه داخل السجن تؤكد أنه يحتاج إلي علاج نفسي لأن كل التقارير المسربة من داخل السجن تؤكد أن الرجل يعيش حياة رفاهية داخل السجن فقد استهلك وحده من فواكه البحر والبط والفتة ما يكفي لطعام عنبر كامل من المساجين لذلك ظهرت عليه التخمة ولا تمر جلسة محاكمة دون أن يستعرض عضلاته أمام الكاميرات ويلوح بيديه لأعلي ونحمد الله علي أنه بصحة وعافية فصحته غالية علي المصريين حتي تنتهي جلسات محاكمته ويعرف حجم الجرائم التي ارتكبها هو وأعضاء جماعته في حق مصر وشعبها.
* * *
الشيء الوحيد الذي حرم منه مرسي داخل السجن واعتقد أنه يؤثر علي معنوياته بشكل كبير هو حرمانه من "الخطابة" فهذه الهواية تمثل أمرا مهما بالنسبة له وكانت هوايته الأساسية خلال العام المشئوم الذي حكمت فيه جماعته مصر.
كان المعزول خطيبا بارعا كنا جميعا نشاهده يستمتع بخطبه التي يرددها في كل مكان يذهب إليه وتفوق علي كل رؤساء مصر في عدد الخطب ورصد أحد التقارير أنه خطب خلال الشهور الثلاثة الأولي من حكمه 33 خطبة حيث خطب في ميدان التحرير وجامعة القاهرة والمحكمة الدستورية وفي مؤتمرات ومحافل دولية وفي زيارات لدول صديقة وفي تخريج دفعات جديدة من ضباط الجيش والشرطة وأيضا داخل المساجد وحقول القمح وظهرت من خلال كل خطبه براعته الفائقة في اختيار الكلمات والعبارات الحماسية لتصفق له الجماهير وخاصة أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها.
لذلك ينبغي أن تبحث إدارة السجن عن وسيلة لتلبية هواية المعزول وإراحته نفسيا فحياته غالية علي كل المصريين.
كان مرسي يخطب مبتسما ابتسامة بلهاء والشعب يغلي من كثرة المشكلات والهموم والأزمات الطاحنة وتزايد حالات الفقر والبطالة وارتفاع أصوات الكثيرين تحذر من ثورة جياع تحرق الأخضر واليابس في البلاد بينما يبدو الرئيس في خطبه وحواراته التليفزيونية وتصريحاته الصحفية في جزيرة منعزلة عن هموم الناس لدرجة أنه ترك ارتفاع أسعار كل السلع الغذائية الأساسية التي لا يمكن أن تستغني عنها أسرة فقيرة أو ميسورة الحال وتحدث عن انخفاض أسعار المانجو!!
وحشتنا خطب مرسي فقد كانت ضرورية لعلاج انخفاض ضغط الدم لدي بعض المصريين ومصدر ترفيه عن كثير من المحبطين والمهمومين وحشتنا.. ياريس.