الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. الفنان لا يموت
نعم.. الفنان لا يموت!! فخلال حياته أنت لا تراه شخصيا.. ولكن تري أعماله وابداعاته وتتعلق به من خلالها.. فالفنان يموت جسده الذي عادة لا تراه ولكن أعماله وابداعاته وفنه باق لسنوات طويلة وستظل الأجيال وراء أجيال تذكره وتتذكره وأيضا تتعلق به وتظل تحبه وتقدره.
مات نور الشريف.. ولكنه ترك للأجيال الحالية والقادمة 160 فيلما و20 مسلسلا وعدداً من المسرحيات.. أرقام قياسية بالنسبة لوفاته مبكرا "69 عاما" سيسعد الناس بمشاهدتها سنوات طوال.. مثلا من قال إن أم كلثوم ماتت.. صوتها "جلجل" وصورتها بشموخها وعظمتها لا تزال كل ليلة.. نعم كل ليله علي بعض الشاشات المصرية والعربية.. كذا عدد كبير من الفنانين والفنانات مازالوا أحياء في قلوب وعقول الناس رغم وفاتهم منذ سنوات طوال.. من ينسي نجيب الريحاني أو فاتن حمامه وإسماعيل يس "صاحب الرقم القياسي في عدد الأفلام" ومحمد عبدالوهاب وطابور طويل حتي الأجيال الحالية التي لم تلحق بهم خلال حياتهم يبحثون عن تراثهم ويعيشون معهم.. عندك مثال دائم وهام.. حفلات الموسيقي العربية لأغان من سحيق الزمن الغائب.. حفلات كلها كاملة العدد ويطلبون خاصة الشباب.. يطلبون المزيد.
***
لم التق بالمرحوم نور الشريف صحفيا ولا فنيا.. سوي مرة واحدة أرويها لكي تتأكد أن كل المديح والثناء والاشادة بهذا الرجل التي سمعتها خلال الأيام الماضية أقل من الحقيقة.. كان رحمه الله علي خلق عظيم.. منذ أكثر من 18 عاما.. أصرت ابنتي "العروسة" أن يكون أحد المدعوين من الفنانين نور الشريف وزوجته بوسي لذا انتهزت فرصة اعطاء الدعوة للصديق المخرج الكبير أحمد توفيق واعطيته تذكرة نور الشريف وحرصت أن اكتب عليها اعتذارا لعدم تسليمها بيدي.. في اليوم التالي اتصل بي موظف الاستعلامات بالجريدة من التليفون الداخلي ليخطرني بأن نور الشريف في طريقه إليك.. طبعا كانت مفاجأة للجريدة كلها.. كثيرون يريدون صورة معه أو مصافحته.. المهم في عجالة قال لي إنه حضر بنفسه ليعتذر لي عن عدم حضور العرس الكبير لسفره إلي لندن في اليوم التالي.. كان هذا الاعتذار ممكنا بالتليفون مثلا أو باخطار الصديق المشترك احمد توفيق ولكنه أصر أن يحضر بنفسه لنتبادل الأحضان والقبلات.. والمفاجأة في الفرح باقة ورد ضخمة عليها اسمه واسم زوجته رغم وجودهما في لندن.. رحمه الله رحمة واسعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف