محفوظ الأنصارى
المشروع الاستعماري.. مستمر والجماعة.. مكلفة بالتخريب!!
جاءوا من كل مكان.. بعد أن تدربوا وتسلحوا وتمولوا.. جاءوا من الانفاق ومن البحر ومن الجوار ومن الخارج وتجمعوا في العريش وحول العريش ثم وجهوا ضربتهم "الغادرة".. وسقط الشهداء واصيب العديد من الجرحي وتم تدمير العديد من الأبنية والسيارات والعربات وكل ما تواجد في طريق قذائف وقنابل القتل والدمار التي حملها "الخونة الأبطال" إلي سيناء.
بعد هذا الفعل "الآثم القبيح" انطلقت الأبواق تهلل وتفخر وتكبر بهذا الذي وقع.. بل وتدعو بكل ثقة وعزم الاتباع والعملاء للاستمرار في عمليات التخريب والقتل.. الأكثر من هذا.. خرج عدد من البلهاء الجبناء علي شاشات التليفزيون.. مقدمين انفسهم كمذيعين أو اعلاميين أو معلقين.. ويتوجهون إلي المشاهدين بتهديد فاجر وجاهل بل وكافر.
اختاروا من المشاهدين فئة بعينها وهي فئة "زوجات الضباط".. اختاروا هذه الفئة ليدفعوا في وجهها بإنذار سافل قوامه:
- اتركوا منازل الزوجية ولا تبقي واحدة منكن يوما واحدا بعد اليوم.. "زوجة الضابط" سواء بالجيش أو الشرطة ومن لا تفعل ذلك نقول ونؤكد أننا سنقتل الزوج الضابط اليوم وغدا وكل يوم حتي نقضي عليهم وأظن ان مثل هذا الحديث والقول "نوع جديد" من الخطاب اعتقد انه لم يحدث من قبل.
صحيح.. انهم لم يتوقفوا عن القتل وعن الغدر وعن التصفيات.. لكن هذا القدر من الغباء ومن التبجح ومن الجهل لم نشهده من قبل.
***
كنت اعتقد ان الجماعة وما خرج وتفرع عنها من عصابات تتسم بالجهل والغباء وتتمسك بهما وبشدة وانها لذلك غير قادرة علي الاستفادة من تجاربها ومن محنها ومن ممارساتها وغير قابلة للتعلم لكنني اليوم علي يقين ان المرض أو حتي السبب ليس كامنا في عقل الجماعة وضميرها وقلبها وإنما المسألة وببساطة:
ان المهمة التي أوكلت إلي هؤلاء الذين تولوا شئون التنظيم لم تكن إلا لغرض واحد وهدف لا يحيدون عنه وهو القتل والتخريب واثارة الفوضي ونشر الفتنة بين ابناء الشعب الواحد ولهذا لم يكن صدفة.
اختيار الانجليز ل "حسن البنا" نصف المتعلم وابن الثانية والعشرين من العمر ليعلنوه إماما للمسلمين ولم يكن صدفة.. ان يختار "الإمام" إمام المسلمين حسن البنا!! ستة اشخاص من اصدقائه وجيرانه بالاسماعيلية عام 1928 ليكونوا هم الدعاة المؤسسين لفكرته أو دعوته وهؤلاء الستة المختارون ليسوا أكثر من نجار وخباز وهكذا.. جميعا ليس لهم من العلم والفقه واصول الدين والشريعة معرفة كافية.
هذا في الوقت الذي أراد الله سبحانه وتعالي ان يعطي المثل الصحيح والحق فيمن يتولي الرسالة ويحملها ذلك بأن ترك الرسول الكريم يعمل ويتحرك ويسافر ويمارس للحصول علي المعرفة وعلي الخبرة والتجربة ولم يبعثه نبيا رسولا حامل دعوة الحق إلا بعد ان بلغ سنه الاربعين.
فالقيادة والريادة وحمل الدعوة والرسالة ليست فتونة ولا بلطجة ولا عدوانا.. من هنا كان اختيار الانجليز ومنذ اللحظة الأولي "لنصف متعلم" ناقص المعرفة والخبرة.. ذلك ان المهمة النصب علي العباد باسم الدين وليس بالدين نفسه.. ذلك ان المهمة ليست تشكيل تنظيمات وتجمعات وجماعات مدركة وعالمة عارفة وإنما المهمة تعبئة للغوغاء وللعاطلين وللمجرمين وللخارجين علي القانون ووضعهم جميعا تحت مظلة واحدة.
***
هذا الاختيار.. للأسلوب وللأفراد ولزعماء هذه التجمعات ومنذ البداية سبيله التضليل والكذب والتزييف والادعاء فالجماعة ومنذ اللحظة الأولي لم يحمها ويقدمها ويعرضها علماء علم ولا فقهاء دين وإنما هي هتافات ولافتات وادعاءات.. هي أيضا عصابات متفرقة داخل الجماعة الأم بعضها سري ونصف سري والآخر علني للدعاية والترويج والاندساس وسط الغلابة والفقرء.
لم تشهد مصر وعلي امتداد 87 عاما هي عمر الجماعة انجازا واحدا.. يحسب لها أو ينسب إليها.. إنما كان انجازها المستمر والمتواصل هو عصابات القتل.. تلك التي اغتالت رئيسين للوزارة ماهر والنقراشي وقتلت المستشار الخازندار وفجرت محكمة الاستئناف وحاولت قتل عبدالناصر وقتلت السادات ورغم هذا التاريخ والمسلسل الإجرامي ظلت الجماعة.
- قام النقراشي بحلها عام 1948
- وسمح لها عبدالناصر بالعودة بعد ثورة 1952
- قام ناصر بحلها 1954 وجاء السادات ليفتح لها جميع الابواب والسبل عام 1974 ثم توسع نشاطها وتعدد بعد مبارك وهنا نقول بوضوح وباختصار وبصراحة ان القوي الدولية الكبري التي بدأت بالانجليز 1928 واستمرت بالقيادة الأمريكية بعد ذلك وحتي الآن هي التي كانت ومازالت تقف وراء الجماعة تحميها وتهدد من يحاول النيل منها وتفتح لها ابواب الهرب والاقامة الخارجية وتشكيل التنظيمات الدولية والتمويل المتواصل والتدريب العسكري المتنوع والتسليح.
ومن واقع ما سبق.. علينا ان ندرك ونتأكد ان الجماعة ليست الا عصابات عنف وتفرقة وانه لا يوجد في مشروعها التأسيسي.. نية الاستيلاء علي الدولة وتولي مسئوليتها وادارتها ولم يظهر في ادبياتهم ولا في أوراقهم.. أي مخططات لادارة أو علم أو تعليم أو صحة ولم يظهر من بين قادتهم شخصيات وأفراد من اصحاب المعرفة بأصول الادارة والحكم وتنمية الدول وقد ظهر هذا واضحا بعد 25 يناير .2011
صحيح انهم سرقوا الثورة لكن الصحيح ايضا انهم خافوا ان يتقدموا الصفوف لتولي الرئاسة أو المسئولية ولولا ضغط الأمريكان ما تقدموا وما ترشح مرسي وبعد ان استولوا علي كل شيء تجلت العيوب وبات ظاهرا للعيان فقر الجماعة وجهلها وغباؤها وانعدام الرؤية الصحيحة ولم يبن لهم الا ما برعوا فيه وهو العنف والكذب والتسلط والتمكين والاستئثار بكل شيء.. فكان السقوط المدوي.
اليوم تعود الجماعة أو ما تبقي منها ومن خرج من حضنها.. الا الاغتيالات والقتل الفردي والجماعي وهدم مراكز الخدمات وقطع الطرق واحراق القطارات وترويع الناس أينما وجدوا وهذا هو بالضبط التكليف الذي تم تكليف الجماعة به منذ انشائها عام ..1928 خدمة للمشروع الاستعماري العربي بقيادة بريطانيا ويتم تكليفها به اليوم من جانب واشنطن لتنفيذ نفس المخطط وواضح ان الاستعمار لا يتغير وان عملاءه عندنا لا يتعلمون والدائرة تدور ومصر دائما في سلام.