المساء
السيد العزاوى
قيم الإسلام وسماحته وسطية في التعامل ونشر للحضارة
منذ أن انبثق نور الإسلام في رحاب أم القري والبشرية تتنسم أنوار الحرية والوسطية والاعتدال في نشر القيم السامية بعيداً عن الغلو والتطرف وتحقيق العدل بين الفئات والطوائف دون تمييز.. التعامل بإنسانية كانت من العوامل الأساسية في ترحيب الشعوب والبلدان بقادة الإسلام ورجاله وسعادتهم بقدوم الوفود لفتح البلاد والأوصار وقد تجلت هذه السماحة بأسمي معانيها في كثير من البلاد والدول التي امتد إليها الفتح الإسلامي. تعامل هؤلاء الرجال الذين استقرت قيم الدين الحنيف في قلوبهم. وكانوا نماذج في نشر الحق والعدل لا فرق بين المسلم وغير المسلم الكل سواسية الآية الكريمة هي أساس التعامل علي كل البشر وتتمثل في قول الحق تبارك وتعالي: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم" 256 البقرة. وقوله تعالي في سورة النحل: "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" 125 النحل وقوله في سورة العنكبوت: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" 46 العنكبوت هذه الآيات البينات كانت القواعد الأساسية التي تحكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم من سائر البشر.
لقد خرجت هذه القيم وهذه الضوابط إلي أرض الواقع حقيقة ماثلة أمام الجميع وأولو الألباب قادرون علي التفرقة بين الحق والباطل والتمييز بين معاملة أبناء الإسلام وغيرهم من الذين يحكمون البلدان والأمصار قبل أن يعم نور الإسلام كل أنحاء الدنيا. فها هو رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم كان نموذجا في كل التعاملات أخلاق تسمو علي كل المعاني وصدق الله العظيم. وانك لعلي خلق عظيم. تجلت هذه الأخلاق باسمي المعاني والقيم حين جاءه صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام أثناء عودته من الطائف غاضبا من سوء معاملة أهلها وقال له: يا محمد إن الله أمرني أن أطبق الجبلين علي هؤلاء إذا أردت جاء سيد الخلق ومعلم البشرية الأول متمثلا في تلك العبارات: دعهم يا أخي يا جبريل لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله" هنا قال جبريل عليه السلام: صدق من سماك الرءوف الرحيم" وذلك وفقا لقوله تعالي: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" التوبة وقوله تعالي: وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء وفي سطور تالية بإذن الله سوف نتابع إلقاء الضوء علي تاريخ أبناء دعوة الحق في مختلف البلاد والأمصار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف