لويس جرجس
الشباب أولاً.. خارج القاهرة
في 1999 قررت الأمم المتحدة اعتبار 12 أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للشباب.. وخصصت المنظمة الدولية هذا اليوم في العام الحالي -الذي صادف الأربعاء الماضي- لمعالجة أوضاع الشباب تحت عنوان "المشاركة المدنية للشباب".. وذكرت المنظمة في بيانها أن الأموال الطائلة التي تصرفها الدولة لتدعيم بنيتها التحتية لم تنجح في النهوض بمستوي تفاعل الشباب ومشاركتهم بشكل فعّال ومثمر في مجتمعاتهم.
وأكد البيان أهمية تفاعل الشباب ومشاركتهم لتحقيق تنمية إنسانية مستدامة.
بالنسبة للدول العربية -وبحسب تقرير للأمم المتحدة- فإن أكثر من نصف سكانها لا يتجاوزون 25 عاماً.
وفي مصر بلغ عدد الشباب في الفئة العمرية من 18 إلي 29 عاماً العام الماضي -حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- نحو 20 مليون نسمة بنسبة 7.23% من اجمالي السكان.. وأظهر الإحصاء أن معدل البطالة بين الشباب في ذات الفئة العمرية بلغ 29%.. وأن 8.51% من الشباب فقراء.. منهم نحو 7.27% يعانون من الفقر.. و1.24% يقتربون من خط الفقر.
ويذكر تقرير أعدته شعبة الخدمات الصحية والسكان بالمجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية "منشور في جريدة "الوطن" بتاريخ 10 ابريل الماضي" أن نسبة مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية والأندية والعمل الجماعي والتطوعي مجتمعة لا تتجاوز 5.2% فقط.
هذه الأرقام تعني بصيغة أخري أن الشباب المصري يشكل ربع سكان مصر.. وتصل معدل البطالة بينهم إلي نحو الثلث.. بينما نصف هذا الشباب من الفقراء.. في حين لا تتجاوز نسبة المشاركين في الأنشطة الجماعية "أحزاب وأندية وعمل تطوعي" 5.2%.. وهو ما يشير إلي معاناة غالبية شباب مصر من الفقر مع حالة من الفراغ الكامل "دون عمل ودون أنشطة اجتماعية وسياسية".
مرة أخري فإن تحليل هذه الأرقام يضعنا أمام حالة تتطلب ثورة شاملة في أسلوب التعامل مع قضية التنمية.. بحيث تكون الأولوية الوحيدة لخطط مشروعاتها هي لتوفير فرص عمل للشباب.. وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية الحقيقية لهم.. خاصة شباب المحافظات الذين يشعرون بظلم تاريخي يدفعهم إلي الهجرة.. إما إلي العاصمة "القاهرة الكبري المكتظة بالسكان".. أو إلي الخارج بأي وسيلة ولو كانت تؤدي إلي الموت في قوارب الهجرة غير الشرعية.
هذه الثورة الشاملة المطلوبة هي التي نادي بها الشباب عبر مشاركتهم في ثورتي يناير ويونيو.. حيث كانت أحلامهم وتوقعاتهم خلالهما مرتفعة جداً.. ويتطلب الأمر سرعة التحرك لوضع أرجلهم علي أول طريق تحقيق هذه الأحلام والتوقعات.. وأعتقد أن إنشاء وزارة خاصة للتعليم الفني خطوة صغيرة علي هذا الطريق يجب أن تؤخذ بمنتهي الجدية ابتداء من العام الدراسي الجديد.. بحيث تعمل علي تهيئة الشباب للعمل غير المكتبي.. المفترض أن توفره المشروعات الجديدة.. التي يجب أن تكون كلها وليس معظمها أو غالبيتها خارج القاهرة الكبري.
تبلغ الكثافة السكانية في مصر "1130 نسمة/ كم2" وذلك للمساحة المأهولة فقط.. وهي نحو 7% من مساحة الوطن.. وتوجد أعلي كثافة سكانية في القاهرة "47285 نسمة/كم2".. تليها الجيزة "6122 نسمة/كم2".. بينما سجلت أقل نسبة كثافة سكانية بمحافظة جنوب سيناء "7.9 نسمة/كم2".. تليها السويس "67 نسمة/كم2".. والإسماعيلية والوادي والبحيرة.