صبحى عبد السلام
أما بعد.. جاريدو والدوري!
أتصور أن تتويج الزمالك بدرع الدوري هذا الموسم جاء عن جدارة واستحقاق. ولكن في الوقت نفسه يجب أن يعترف عشاق الأبيض. ان هناك عوامل خارجية ساهمت في حسم الدرع الغائب عن الزمالك منذ سنوات طويلة.
تلك العوامل لم تكن من صناعة الزمالك لاعبين أو جهازاً فنياً. وليست بطبيعة الحال عوامل جماهيرية أو حتي فنية.
اقول ذلك تذكيرا للدور الكبير الذي لعبه الإسباني جاريدو مدرب الأهلي السابق. هذا الرجل كان من أهم عوامل تفوق الزمالك في مشوار حصد النقاط. من خلال قراءته الضعيفة للمباريات وإدارته الفنية الخاطئة لفنياتها. بجانب تغييراته التي كانت تمثل دائما علامات استفهام كبيرة.
جاريدو كان من الاوراق المهمة في مسيرة الزمالك هذا الموسم. حتي ان جماهير الأبيض وبعض مسئولية عرضوا في وقت من الأوقات تحمل راتب مدرب الأهلي من أجل استمراره مع الفريق. وحتي لو كان ذلك علي سبيل الدعابة فإنه يعكس مدي التخريب الذي فعله المدرب الإسباني في صفوف الأهلي.
وبطبيعة الحال قدم جاريدو خدمات كبيرة لفريق الزمالك الذي استغل فرصة تساقط الأهلي. وحصد النقاط تباعا وتمسك بالقمة من البداية. وبمجرد تولي فتحي مبروك المسئولية تغيرت الصورة تماماً وبدأ الخوف يتسرب إلي نفوس الزملكاوية.
لو جاء قرار الإطاحة بجاريدو في الأهلي مبكرا كان من الممكن أن يتغير المشهد في نهاية المشوار.
أيضاً سقوط انبي في القسم الثاني منح الزمالك الفرصة لاقتناص القمة والانفراد بها. بعدما كانت لعبة الكراسي الموسيقية تلعب دورها في تحديد القمة. فرفع ابني الراية البيضاء. فباتت الفرصة سانحة أمام الزمالك ليبدع ويقدم كل ما لديه.
وفي الأمتار الأخيرة كان العنصر المساعد والأهم وهو فريق سموحة الذي أوقف انتصارات الأهلي. وتعادل معه ليقضي علي آمال الأهلي في المنافسة تماماً. ويعلن حصول الزمالك رسمياً علي لقب بطولة الدوري العام للمرة الثانية عشرة في تاريخ النادي.
ولكن وعلي الرغم من تلك العوامل لا يستطيع أحد أن يشكك في أفضلية الزمالك وأحقيته في اقتناص درع الدوري. وإعادته إلي أحضان الأبيض بعد عشر سنوات عجاف. فهو صاحب كل الأرقام القياسية هذا الموسم. فهو صاحب أصلب خط دفاع واقوي هجوم. والزمالك اكثر الفرق تحقيقا للانتصارات. واقل الفرق هزائم.
كما توج الزمالك أرقامه بتحطيم الرقم القياسي في عدد النقاط المسجلة في تاريخ الدوري المصري. وكلها مؤشرات تفيد بأن الزمالك البطل بجدارة.