الحر شديد.. الشمس تلهب الرءوس.. المراوح لم تعد كافية.. التكييفات تعمل ليلا ونهارا.. القادرون غادروا مصر.. والطبقة المتوسطة لجأت إلي الشواطئ والمصايف.. اما الغلابة فظلوا في المعاناة وسقط منهم ما يقرب من 100 قتيل و1500 مصاب.
القصة مؤلمة ولا أظن ان الكثيرين التفتوا إليها واكتفوا بأن معظم الضحايا من كبار السن والذين يعانون من الضغط وأمراض الشيخوخة لكن الحقيقة أن معظم الضحايا من المعدمين والفقراء.
11 قتيلا في مستشفي الأمراض العقلية من الحر.. هؤلاء لا يتعاملون كبشر.. لا رعاية ولا عناية ولا احد يهتم بهم.. فقدوا عقولهم.. وكأنهم فقدوا الأهلية للحياة.. موتهم مثل حياتهم.. لا قيمة لهم عند المسئولين.
55 قتيلا في الأحياء الشعبية.. اغلبهم من عمال التراحيل.. الذين يقفون علي النواصي وفي الشوارع في انتظار أن يأتي أحد بعربة نقل يحملهم عليها إلي اعمال شاقة والأجر جنيهات قليلة.. ليس امامهم الا الانتظار في الحر والعمل في الشمس ولو كان الثمن حياتهم.
صحيح أن الوعي ضعيف ولكن لا وسائل أمان ولا حماية لهم ليس امامهم إلا العمل أو الموت.. فاختاروا الموت.
نشكو من الحر ونلجأ إلي التكييف.. وننسي هؤلاء المعدمين.. في الأحياء العشوائية جريمة ليس فقط في حق الحكومة ولكن في حقنا.. يارب ارحمنا من الحر.. ومن نار جهنم.