الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
العزاء الإسلامي بالملابس البيضاء
لفتت "مي" ابنة المرحوم نور الشريف الانظار في سرادق العزاء بملبسها الابيض.. والذي لا يعرفه الناس أن معظم - إن لم يكن - كل الدول الإسلامية ترتدي الملابس البيضاء كملابس حداد علي المتوفي.. لعل مصر فقط والدول الأجنبية ايضا هي التي ترتدي الملابس السوداء.. ولي تجربة قديمة ترجع إلي شهر أغسطس 1958 حينما توفي خالي المرحوم محمود ابوالفتح صاحب جريدة "المصري" في جنيف في سويسرا ورفضت السلطات المصرية دفنه في مصر.. لذا عرضت أكثر من دولة اسلامية اقامة مراسم العزاء والدفن عندها.. منها السعودية والأردن وتونس والمغرب.. وكان الاتجاه الي السعودية ولكن الحبيب بورقيبة رئيس تونس أصر علي أن يقوم بالواجب في تفاصيل طويلة عن دور ابوالفتح في تحرير تونس واستضافته لابورقيبة في مصر.. وتم تشييد مدفن كبير في قطعة الأرض المخصصة بجوار مدينة تونس لمدافن كبار المسئولين هناك.
سافرت قبل وصول الجثمان من جنيف.. وكانت المفاجأة بالنسبة لي أن الكل في تونس يرتدي الملابس البيضاء خلال كل مراحل العزاء.. حتي حينما استقبلنا الجثمان في المطار كان كل رجال مسجد الزيتونة الموكول لهم القيام بكل الاجراءات.. كانت ملابسهم بيضاء.. وكنت قد ملأت الشنطة من القاهرة بالملابس السوداء الداكنة.. وكان علينا أن نشتري ملابس بيضاء مختلفة فالعزاء ثلاثة أيام.. هناك تفاصيل أخري عند عودتي من تونس حينما استدعاني صلاح نصر لمقابلة في مكتبه!!!! وهذه قصة أخري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف