مهزلة جديدة ترتكب في الساحة الرياضية في أحداث مباراة الجونة مع الأهلي في كأس مصر تلك الواقعة تكشف عن الوجه القبيح الذي تدار به الرياضة المصرية وعن مدي تسيب المسئولين في تلك الأندية والانفلات اللاأخلاقي الذي استشري في الوسط الرياضي في ظل غياب الوزير عن مقاليد الشباب والرياضة.
بعد أن تفرغت الوزارة لإنشاء الملاعب والصالات وإنفاق الملايين من خزائن الدولة دون فائدة أو نافع لأن مراكز الشباب أصبحت بعيدة كل البعد عن دورها الحيوي بل إن الحقيقة أن المراكز بلا شباب خاوية علي مصراعيها.
وعندما نتحدث عن الشباب وابتعاد الوزارة عن مقاليد الأمور الطبيعية والتي كان ينبغي أن يقوم بها المسئولون والذين تركوا الحابل علي النابل في الساحة الرياضية وأصبح الوزير متفرجا علي الصراعات التي تدار في كواليس الرياضة المصرية وما تفعله عصابات الاتحادات والأندية ومن خلفهم اللجنة الأوليمبية المصرية بعد أن استبعد الوزير ومن معه من اللجنة الأوليمبية خالد زين الرئيس الأسبق وتؤكد الأيام أن المستشار خالد زين هو الأفضل بالمقارنة بمن سبقه.
مشاكل الرياضة بدون حل حتي أنني أقترح علي كل صاحب شكوي أن يقدم شكواه إلي الدكتور حسن مصطفي رئيس اللجنة الثلاثية بدلا من تقديم الشكوي إلي الوزارة لأن المسئولين عليها يقومون بحفظ الشكاوي في أدراج المكاتب.
حتي في مشكلة بسيطة مثل مدرسة الموهوبين بمدينة نصر وما يحدث فيها من كوارث كان رد الفعل في تلك المشكلة تسريح اللاعبين بعد عام كامل عاني فيها اللاعبون وأولياء أمورهم الأمرين من أجل انتظار مجموعة من اللاعبين علي مستوي طيب.
أصبحت كيانات الرياضة المصرية تشبه عزب الباشاوات قبل ثورة 23 يوليو والتي قضت علي الإقطاع بلا عودة.
ورغم قيام ثورتي 25 يناير و30 يونيه نجد أن الرياضة في حاجة إلي ثورة حقيقية قبل أن تقع الفاس في الراس وتخريج جيل من الشباب لاعبين ولاعبات في ظل سلبيات فاقت كل الحدود في وزارة الرسوب الوظيفي ومن خلفها مديريات الشباب والرياضة في 26 محافظة بها بطالة مقنعة.
أين الرقابة علي تلك الأندية والمسئولين بالاتحادات واللجنة الأوليمبية من آن إلي آخر حتي يطلع علينا من يلوح بالميثاق الأوليمبي.
ويبدو أن الوزير قد تعلم من الدرس الذي لقنته تلك العصابة للوزير الشريف طاهر أبوزيد عندما حاول أن يتصدي لهم حتي أسقطه المهندس إبراهيم محلب وعين خلفاً له شخصية هادئة جدا في قضايا غاية في الأهمية.
لذا وجب تدخل المهندس محلب رغم أعبائه الكبيرة في قضية الجونة مع الأهلي بعد قيام مسئول بنادي الجونة وهو أحمد الصحيفي بإشراك ابنه زياد وسنه لا تتجاوز ال 14 ربيعا والهدف الاستعراض والتقاط الصور مع نجوم الأهلي.
ما حدث قمة الفساد الإداري عندما نري نادياً كبيراً يدار علي طريقة "العزب" رغم الإخفاقات الكثيرة إلا أن هذا الفريق سقط في دوري المظاليم وأعتقد أن هناك شيئا في منتهي الخطورة يدخل هذا النادي بداية من مشكلة الجونة مع الجونة علي لاعب وإشراك الجونة للاعب دمياط محمد السيد عوض بالإضافة إلي الطفل زياد.
وأعتقد أن سميح ساويرس سوف يتخذ قرارا يحفظ له ماء الوجه أمام أسرة الرياضة وأمام الشارع المصري ضد أحمد الصحيفي لما ارتكبه من إساءة باستخدام السلطة والنفوذ وفرض إرادته علي الجهاز الفني من أجل إحراج اتحاد الكرة ليصبح نادي الجونة حديث المدينة.
حتي نال نادي الجونة استياء شعب مصر وما يحدث بداخله.
إن تلك المهزلة لا يجب السكوت عليها ليس داخل نادي الجونة فحسب بل يجب أن تتم إقالة اتحاد الكرة بكل لجانه الفاسدة.
اتحاد الكرة هو المسئول عن إدارة اللعبة وعن تلك المهزلة بعد أن تابع رئيس الاتحاد وأعضاء الاتحاد المباراة فكان من الأجدي أن يتخذ جمال علام قرارا بمعاقبة الحكم والمراقب في ظل الخطأ الكبير الذي وقع فيه حكم المباراة والحكم الرابع ومساعد الحكم الذي أجري التبديل من ناحيته علي الرغم من أن القانون لا يمانع من إشراك اللاعب.
وألا تترك تلك الواقعة وتمر علينا مرور الكرام حتي يشعر المواطن بأن هناك قيادة قادرة علي تصحيح المسار ومحاسبة المسئولين وفي مقدمتهم محلب صاحب القرارات الجريئة في "بتر" الفاسدين من مواقعهم!!