الجمهورية
حميدة عبد المنعم
نبضات فكر
يؤرخ للدولة الحديثة في مصر بعهد محمد علي باشا ولكن لماذا؟ لأمرين هامين الأول فصل الدين عن الدولة والثاني لانه "حاكم اصلاحي" ودائما الاصلاحيون هم الذين يغيرون وجه التاريخ ورغم ان الدولة العلوية كانت تلوح من آن إلي آخر بخلط الدين بالدولة وفكرة الخلافة خاصة ايام الملك فاروق وتقديمه بأنه أمير المؤمنين إلا أن الشيخ "علي عبدالرازق" اجهض هذا في كتابه "الإسلام واصول الحكم" وهنا ضرب فكرة الخلافة في المهد بنهاية حكم الخلفاء الراشدين واستشهد وذلك علي ذلك بمعاوية عندما طلب الحكم والولاية لابنه يزيد وبهذا انتهت فكرة الخلافة.. ورغم ذلك حسب عمر الملك فاروق بالهجري عند توليه العرش وسمي في هذا الوقت بالملك الصالح واستشعر الحضور بأن هناك فراغاً دينياً فلماذا لا يشغله فاروق!!! وام فاروق المصلين في صلاة الجمعة عدة مرات متتالية بعد توليه الحكم ولكنه لم يستمر اما جده الاكبر محمد علي باشا فقد حسم الأمر من البداية فعندما وضع بذور الدولة المدنية ذات الفكر الليبرالي حارب الأتراك ايام ابراهيم باشا وهم مسلمون. اقترن بأوروبا وارسل اليها البعثات. دكت خيوله هضبة الأناضول. حكم الشام مع مصر وكان حكمه قوياً ولهذا هو حاكم اصلاحي.. ولكن هل هناك تشابه بين محمد علي وآخرين ممن حكموا مصر بالطبع نعم لأن هناك اصلاحيين أيضا فمثلا نجد ان عبدالناصر كان يتشابه كثيرا معه في الاصلاح فكما كان يبحث محمد علي عن فكرة التوسع بحث عبدالناصر عن فكرة القومية العربية. ايد قبرص ضد تركيا وهم مسلمون. ايد الهند ضد باكستان. حل الوقف الخيري. حل المحاكم الشرعية. اعاد هيكلة الأزهر. نحي الإخوان بعد حادث المنشية سنة 1954. اعدم سيد قطب سنة 1958 عزل التأثير الديني عن الحياة السياسية ومضي في طريقه كل هذه تغيرات ساعدت علي فض الدين عن الدولة. نظر للامور بعين ثاقبة ثم أعطي بعداً دينياً لقراراته السياسية. ولأن المصريين شعب متدين بطبعه وعبدالناصر منهم فهو الذي أنشأ اذاعة القرآن الكريم. وأول ظهور له بعد النكسة باسبوعين كان في مولد السيدة زينب.
أما السادات فكان رجل دولة وايضا اصلاحي ولكنه اتاح الساحة للإخوان وسمي بالرئيس المؤمن وكانت حلوله تأتي دائما من خارج المتوقع تشابه مع محمد علي في القضاء علي المماليك بمذبحة القلعة والسادات أيضا تخلص من خصومه في ثورة التصحيح. اصدر قرار الحرب وهو بعيد المنال. واصدر ايضا قرار السلام الذي تعجب منه من شاركوا في السلام!.. ولهذا يقول أفلاطون في جمهوريته "الدولة برجالها والأمم بأفرادها" ومحمد علي وعبدالناصر والسادات من رجالات مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف