رضوان الزياتى
.. ورحل الفلاح الصعيدي الجدع
رحل الفلاح والصعيدي جمال المكاوي.. رحل صاحب القلب الطيب والقلم الجرئ والأسلوب الرشيق.
رحل الناقد الرياضي المعتدل والموضوعي الذي لم يظهر أبداً انتماءه لناد.. فقد كان دائماً منحازاً للحق والعدل.
رحل الرجل الذي كان يحبه كل الزملاء من صحفيين وإداريين وعمال في مؤسسة "دار التحرير" فقد كان خلوقاً ومتواضعاً وخدوماً.
كنت قريباً جداً من جمال المكاوي لأنه تجمعنا الأصول الريفية.. فهو من قرية كرداسة بالجيزة والتي أصبحت مدينة.. وأنا من قرية القلج بالقليوبية.
كما كانت تجمعنا نفس الطموحات الشخصية والعامة.. فكل منا يعشق بلاده ومسقط رأسه ويهتم بشؤونها ومشاكلها.
كما كانت تجمعنا ايضا في بداياتنا الصحفية الميول للعمل في أقسام أخري غير الرياضة.. فقد عمل المكاوي في القسم الاقتصادي... وأنا عملت في القسم الخارجي والترجمة.. ولكن انتهي بنا المطاف للعمل معاً في الرياضة.
وبرغم أن العمل بالقسم الرياضي لم يكن طموح المكاوي إلا أنه تميز في التغطية الرياضية وحصل علي جائزة نقابة الصحفيين.. وكان يمتاز بالدقة والموضوعية ولم يظهر انتماءه أبداً لأي ناد.. برغم أنه كان أهلاوياً.. واختار أن يغطي اتحاد الكرة والمنتخبات الوطنية مثلي تماماً.. ولم يحرص علي تغطية ناديي الأهلي والزمالك.. كما يتمني أي زميل جديد للحصول علي شهرة سريعة.
فقد اكتسب شهرته واسمه من عمله الطيب والدؤوب وأخلاقه الرفيعة وحبه لزملائه وحب زملائه ومصادره له.
رحم الله جمال المكاوي وأسكنه فسيح جناته.. وألهم زوجته وابنتيه آية ومي وابنه أحمد الصبر والسلوان.