عبد الرحمن فهمى
إذاعة القرآن الكريم مش كفاية
كنت قد كتبت منذ يومين حينما بدأ الإرسال الإذاعي لأول مرة في مصر.. كان مقرراً ان يتلو المرحوم الشيخ محمد رفعت ما تيسر من آي الذكر الحكيم فرفض إلا بعد أخذ رأي الشيخ أحمد الظواهري شيخ الأزهر الذي كان نائماً فأيقظوه لأن أول إرسال سيكون للشيخ محمد رفعت في الصباح الباكر.. وافق الشيخ الظواهري علي تلاوة القرآن الكريم أمام قطعة حديد صماء هي الميكرفون لأن عدد المستمعين سيكون أكثر من أي مكان آخر.. ثم في صباح اليوم التالي تذكر الشيخ الكبير الظواهري شيئاً هاماً فطلب من الإذاعة بث سورة الكهف في صباح أيام الجمعة قبل صلاة الجمعة.. لوجود أحاديث صحيحة وموثقة لدي البخاري ومسلم تؤكد ان سورة الكهف صباح الجمعة تزيد المكان والناس نوراً ورحمة ورخاء حتي صباح الجمعة التي تليه.
ونظراً لمكانة الشيخ الظواهري الكبيرة بل مكانة الأزهر نفسه لدي الدولة والمسئولين والناس كلهم في هذا الزمان البعيد.. أصبحت سورة الكهف تتلي في كل مساجد مصر من الإسكندرية إلي أسوان بل وفي البيوت من عام 1932 حتي عام 1957 حينما منع وزير أوقاف تلاوتها بحجة ان المقرئين كانوا يتعمدون تلاوة آية معينة في نهاية السورة عن المؤمنين والجنة في لحظة دخول الملك فاروق المسجد وكان حريصاً علي صلاة الجمعة طوال فترة حكمه!!!
ولما توالت العكوسات والمصائب بعد 1957 من انفصال سوريا وحرب اليمن ونكسة 1967 وغيرها - نصح الشيخان الكبيران حسن المأمون ومحمود شلتوت شيخا الأزهر في ذلك الحين بعودة قراءة سورة الكهف في كل المساجد فلم يستمع لهما أحد!!!
***
كتبت كل هذا منذ يومين.. فسعدت باتصال تليفوني من صديق العمر الإعلامي سيد أحمد عبدالله الذي قضي كل عمره في الإذاعة ولم يلتحق قط بالتليفزيون.. قال لي ان "إذاعة القرآن الكريم" منذ انشائها حتي الآن وهي حريصة علي تلاوة سورة الكهف قبل ظهر كل يوم جمعة باقتناع ثابت بكل ما قاله الشيوخ القدامي الكبار.
قلت له: عقبال ما يقتنع شيوخنا الحاليون شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية.. لكي يتم التنفيذ لمشروعاتنا الكبري من أجل هذا الشعب المؤمن الصابر.. فالمطلوب تلاوة السورة في كل مكان.. مرة واحدة كل أسبوع.. ليس هذا بكثير.. المهم..هل من مستمع أو قارئ.. أو محب للخير لهذا البلد المسكين!!