أصارح سيدي القارئ القول. بأني قد انتابني الاحساس بالخزي. بل ووصل الي حدود الشعور بالعار. بعد ان أتممت قراءة خبر مشين. نشرته الجرائد اليومية. ومفاده التالي: "قالت وزارة حقوق الانسان العراقية أن عناصر "داعش" اغتصبوا فتاة من أهالي الموصل. مسيحية الديانة. علي مرأي ومسمع من الناس وسط الشارع. وفي حراسة مشددة. وكانت الفتاة تصرخ مستغيثة لتخليصها من تلك العصابات. فيما رافقت عملية اغتصابها صيحات "التكبير" من قبل "الدواعش". لافتة إلي أن مصير هذه الفتاة مجهول. بعد وقوعها في أيدي تلك العصابات الضالة"!. "جريدة "الوطن". 14 أغسطس 2015"!
مصدر شعوري بالخزي والعار هو ان هذا الفعل الدنيء. لا يمكن أن يصدر عن أشخاص في ضميرهم ذرّة من حياة.وفي وجدانهم مسحة من حياء. فضلاً عن زعمهم الانتماء إلي دين. يقول رسوله الكريم. صلي الله عليه وسلم."إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"! فأي مكارم للأخلاق في هذا الفعل المنحط. وكيف يمكن تسويغ هذا السلوك البشع. وبأي مبررات يمكن الترويج لصيحات التكبير علي رأس ذبيحة مسكينة. لا حول لها ولا قوة. تصرخ من هول المشهد. بينما يلتف من حولها عناصر همجية. بلا روح أو قلب أو ضمير. لا يدركون وهم يأتون هذا الفعل المنحط. أنهم يسيئون أبلغ إساءة للدين الذي يزعمون الانتماء له. وللعقيدة التي يدّعون الدفاع عنها!
ولعلي لا أبالغ إذا ما قلت ان الاسلام الحنيف. لم يتلق طعنات غادرة في الصميم. علي امتداد تاريخه الطويل. قدر ما تلقي في الفترة القليلة الماضية. علي يد دواعش آخر الزمان. الذين مارسوا كل صور الفحشاء والمنكر. وقدموا للعالم أسوأ النماذج للمنتسبين إلي هذا الدين. بل ومنحوا أعداءه. المبررات للانتقام منه. ومن المنتمين إليه. في طول العالم وعرضه!
لقد انتشر الاسلام في مشارق الأرض ومغاربها. وأصبح أحد أهم الديانات العالمية التي أقبلت عليها البشرية. بقوة المثل الصالح. والقدوة الحسنة. والنموذج النبيل. وبدافع السلوك القويم لأتباع هذا الدين الجديد من التجّار والعلماء. الذين فتحوا نوافذ النور أمام الناس. فأقبلوا عليهم وعلي الرسالة التي جسدوها ببساطة وتلقائية ثم أتي حين من الدهر. أصبح الناطق باسم هذا الدين الحنيف هم عصابات اللصوص والقتلة وتجّار المخدرات والأفيون. الذين وصفناهم في إعلامنا ب "المجاهدين". ودفعت حكوماتنا شبابنا للالتحاق بهم. خدمة للمصالح الأمريكية. التي كانت تخوض معركة طاحنة ضد "الاتحاد السوفيتي" السابق. في أفغانستان. وها نحن ندفع ثمناً باهظاً. ويدفعه الدين الاسلامي. وتدفعه بلادنا. بعد ان عاد هؤلاء القتلة المدربون. وقد ذاقوا طعم الدماء. لكي يعيثوا في الأرض فساداً.
ليس أمامنا: شعوباً وحكومات مواطنين ومسؤلين إلا خيار واحد أمام هول ما يحدث إذا أردنا لبلادنا أن تعيش. ولعقائدنا أن تستمر. ولأجيالنا الجديدة ان تحيا في خير وأمان: أن تجتمع إرادتنا علي قلب رجل واحد. لايقاع هزيمة كاملة بهذه العصابات الارهابية من القتلة ولصوص الأوطان والأديان. وأن نُطهر بلادنا تطهيراً نهائياً من كل هذه الأشكال النجسة. التي سرقت الدين والدنيا. بداية بجماعة "الإخوان" الإرهابية وعصاباتها. وانتهاء بعصابات "داعش" ومجرميها. الذين أصبحوا سُبّة في جبين كل مسلمي الأرض. وكل إنسان حقيقي. علي وجه البسيطة!.