جاءت الرسالة من مدينة كانت تابعة لوادي النطرون تشكو من عدم وصول ارسال التليفزيون. بينما يصل إليها ارسال القنوات العربية والاجنبية علي كل شكل ولون والحديث موصول وذو شجون. ولله في خلقه شئون.
نشرت الرسالة في 1/11/1993 تحت عنوان "الارسال التليفزيوني" عن شكوي أهالي مدينة السادات. التابعة وقتها لمركز ومدينة وادي النطرون محافظة البحيرة من عدم وصول الارسال التليفزيوني إليها وايضا بعض القري المجاورة ومنها قرية الشهيد عدنان المدني.
في الوقت الذي يصل إلي المنطقة إرسال القنوات الأخري منها اسرائيل وأيضا لبنان وتركيا. ارسلها بالنيابة عنهم سعيد السني وناشد المسئولين التدخل لحل المشكلة واتخاذ اللازم لوصول الارسال التليفزيون الوطني إليهم.
تقع مدينة السادات شمال غربي القاهرة "الكيلو 93" علي الطريق الصحراوي المؤدي إلي الإسكندرية. مدينة صناعية زراعية. بها مناطق للاستثمار الصناعي وتحيط بها مساحة خضراء 30 ألف فدان بها جامعة بدأت كفرع لجامعة المنوفية 1993 وتحولت إلي جامعة مستقلة في العام التالي.
أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراراً بإنشائها وتخصيص أرضها سنة 1978 وبدأ تنفيذها سنة 1979. كانت في البداية تابعة لمحافظة البحيرة ثم تحولت إلي وحدة محلية تابعة لمركز منوف 1991 واصبحت مركزاً مستقلا سنة 1995وهي من مدن الجيل الأول للمجتمعات العمرانية الجديدة قيل إنها أنشئت لتصبح عاصمة لمصر ويطالب البعض بتحويلها الي عاصمة للمنوفية ويطالب البعض بعودتها لمحافظة البحيرة ويطالب البعض بانشاء محافظة جديدة لها تضم وادي النطرون ومديرية التحرير وكوم حمادة ومدينة. وادي النطرون من المدن العريقة كان لها شأن في الحضارة المصرية القديمة سميت كذلك نسبة إلي ملح النطرون الذي يستخرج منها ويستخدم في عمليات التحنيط.
وهي وطن الفلاح الفصيح الذي قطع المسافة بينها وبين العاصمة منف "قرب الجيزة" مشيا علي الاقدام ليقدم شكواه إلي الحاكم بعد أن استولي اللصوص والفاسدون علي محصوله وحرموه من ثمره طوال العام ونجح في استردادا حقه ولا يضيع حق وراءه مطالب.
والنطرون ملح طبيعي يتكون من مزيج كربونات الصوديوم وكلوريد الصوديوم "ملح الطعام" وكبريتات الصوديوم وهي مادة شديدة الملوحة يتراوح لونها بين الأبيض والشفاف تبعاً لدرجة نقائها.. ويتحول إلي اللونين الرمادي والأخضر نتيجة الشوائب ويتحدث أهل الطب الشعبي عن فوائده في علاج الأمراض خاصة الجلد بخلطه مع العسل. ويدخل في الكثير من الصناعات منها الزجاج والصابون والورق والصودا الكاوية.
أطلق المصريون القدماء علي وادي النطرون ايضا اسم "بحيرة السماء".
بدأ العمل في مبني الاذاعة والتليفزيون المصري في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سنة 1959 وبدأ الأرسال في 21 يوليه 1960 ونقل الاحتفال بالذكري الثامنة لثورة 23 يوليو 1952. يطلق عليه اسم مبني ماسبيرو نسبة إلي الشارع الذي يطل عليه. وصاحبه جاستون ماسبيرو عالم الاثار الفرنسي صاحب الايادي البيضاء علي الآثار المصرية وخليفة ميريت باشا مؤسس متحف بولاق "المتحف المصري".
ارجو ان يكون الارسال التليفزيوني قد وصل إلي المنطقة وأن يعود التليفزيون المصري إلي سابق عهده مجددا يتابعه الملايين علي امتداد الساحتين المصرية والعربية بعمق مبادئه وأيضا بموضوعيته.