خالد امام
مع الأبرياء .. وضد المجرمين
وصلتني رسالة عتاب من عاشق "المساء" المواطن هشام زكريا ابراهيم محمود من مدينة 15 مايو.. قال فيها: اواظب علي قراءة مقالاتك.. ورغم كراهيتي للإخوان الإرهابيين الذين ليسوا مسلمين أبداً فقد لاحظت أنك تهاجم قرار الافراج عن الطلبة المحبوسين ومنهم أبرياء.. مثلاً يوجد طالب اسمه محمد عبدالعزيز اسماعيل وهو ابن زميل لي بالسكة الحديد وأنا "مربيه" منذ طفولته ولا يحب السياسة.. ومع ذلك تم القبض عليه بالصدفة وصدر ضده حكم بالحبس 3 سنوات ظلماً مع اعترافي بنزاهة القضاء المصري العادل الذي يحكم وفق الأوراق التي أمامه.. وهناك كثيرون مثله.. ولذلك اتمني أن تقف إلي جوار هؤلاء الطلبة المظلومين بروح الأب الحنون وأن تتبني قضيتهم وعلي رأسهم محمد عبدالعزيز.
** التعليق ..
أعترف بأن الرسالة يشع منها الصدق والحزن في أن واحد ولأنها قضية عامة وإن جاءت عموميتها من الخصوصية فقد وجدت ضرورة نشرها والتعليق عليها في السطور التالية:
* أولاً.. لست ضد الافراج عن الطلبة المحبوسين بشكل عام.. فقط أرفض العفو عن أي إنسان طالباً كان أو موظفاً أو عاملاً أو عاطلاً تلوثت يداه بدماء الأبرياء أو ضبط متلبساً بحرق المؤسسات.. أرفض البلطجة والفوضي والإجرام ومحاولات إسقاط الدولة.. فأمثال هؤلاء المجرمين لن أرضي كمواطن أولاً وإنسان ثانياًً ومسلم قبل هذا وذاك أن يُطلق سراحهم.. ولابد أن يعاقبوا بأقصي عقوبة.
* ثانياً.. لا أنفي مطلقاً وجود أبرياء في السجون أُخذوا خطأ أو للاشتباه أو قادتهم الحظوظ العثرة إلي التواجد قرب المظاهرات غير السلمية للإخوان فأصبحوا طرفاً فيها دون ذنب أو جريرة.. واطالب بإعادة النظر في وضع هؤلاء والافراج عنهم فوراً.. بل ورد كرامتهم وتثمين وطنيتهم.
* ثالثاً.. لا أكذبك يا أخ هشام فيما قلت عن الطالب محمد عبدالعزيز.. فأنت أدري به مني والقاعدة تقول "انك صادق حتي يتبين العكس".. ومن هنا فإنني أجدد مناشدتي للسيد المستشار هشام بركات النائب العام اعادة فتح ملفات الطلبة المحبوسين عامة والطالب محمد عبدالعزيز علي وجه الخصوص.. فإن كان بريئاً فعلاً فإن مكانه ليس السجن وإن كان مداناً وهناك أدلة دامغة ضده "فيديو أو صور أو تلبس" فإنني أسحب مناشدتي بالنسبة له ولغيره.. فتقييد الحرية لا يجب أن تستند إلي تحريات فقط حيث عانينا كثيراً من هذا وظُلم الكثيرون بسببه.
* رابعاً.. إنني أنظر فعلاً بعين الأب وروحه إلي كل طالب أغواه شياطين الإخوان بأي وسيلة كانت وإلي كل طالب وضعه حظه في طريق مظاهراتهم المسلحة فكان ما كان فإن لي ابناً في نفس العمر وقد يتعرض لا قدر الله لنفس الحظ العاثر.
أرجو أن أكون قد عرضت القضية وأبديت فيها رأيي بأمانة وضمير.. وأتمني من كل قلبي أن يجد ما قلته صدي لدي السيد النائب العام وأن يخرج كل مظلوم من محبسه ويعود إلي أسرته من جديد.
وعلي الله قصد السبيل.