المساء
مؤمن الهباء
المتشائمون!!
س: لماذا يتخوف الناس من زواج المال بالسلطة؟!
جـ: لأنه كان طريق الفساد الكبير الذي توغل وانتشر في مصر.. ولأنه كان أحد الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير.. ولأنه يعني ببساطة سيطرة رأس المال علي الحكم من خلال الاحتكارات.. ولأنه ينتج سياسات منحازة ضد أغلبية الشعب وقوانين سيئة السمعة تخدم طبقة صغيرة جداً علي حساب الشعب.
وهناك كثيرون متشائمون من امكانية عودة رجال الأعمال إلي البرلمان القادم من خلال المال السياسي ليكرروا لعبة زواج المال بالسلطة.. وهؤلاء المتشائمون يحذرون من الآن ويلفتون الأنظار إلي خطورة اللعبة.. خطورتها علي مصر واستقرارها وأمنها.. وخطورتها أيضا علي رجال الأعمال الذين رأوا كيف كان مصير أحمد عز وزملائه ممن لعبوا بالمال والسلطة معاً.
رجال الأعمال الشرفاء الناجحون كثيرون.. لكن البعض منهم يقع في لحظة تحت تأثير إغراء السلطة والشهرة فيجرفه تيار السياسة.. وهو تيار متقلب غير مستقر.. أمواجه عالية غادرة جارفة.. ولذلك يري المتشائمون انه من الأفضل لرجال الأعمال الناجحين أن يركزوا في أعمالهم ومشاريعهم.. وأن يكون اقترابهم من دائرة السياسة بحذر.. لأنهم مهما حصدوا من مكاسب فإنهم إذا دخلوا المعترك السياسي لن يكونوا في مأمن وسيظل القلق يطاردهم.
يقول المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال إن زواج المال بالسلطة مصيبة كبيرة.. لم ولن أنضم إلي أي حزب سياسي طوال حياتي.. فليست لي علاقة بالسياسة ولكنني أعمل كرجل أعمال بالإضافة إلي انني مصري أحب بلدي وليست لي علاقة بأي حزب.. فأنا مع كل ما يخص مصر وأبذل وقتي كله في عملي.. وكما قال قدماء العرب: "إذا انشغل الحاكم بالتجارة فسد الحاكم وفسدت التجارة".
س: هل من العدل أن نحجر علي ترشيح رجال الأعمال في البرلمان؟!
جـ: بالطبع لا.. البعض يري أن تترك الحرية كاملة لكل من أراد أن يترشح والشعب قادر بوعيه علي أن يحسن الاختيار ليمنع زواج المال بالسلطة.. لكن المتشائمين لهم رأي آخر.. يقولون: اننا محكومون بتجربة فاسدة فاشلة مضت ويجب علي رجال الأعمال أن ينأوا بأنفسهم عن تكرار ذات التجربة مرة أخري إنقاذاً لأنفسهم وانقاذاً للوطن.
الخبير الاقتصادي د. أسامة عبدالخالق يرفض مجرد طرح فكرة عودة رجال الأعمال مرة أخري إلي البرلمان.. مشيراً إلي انه إذا كان هناك انتماء وطني لهذا البلد فلابد من أن تراجع الشخصيات القديمة من رجال الأعمال أنفسهم خاصة من الذين كان وجودهم طاغياً علي الحياة السياسية في مصر قبل الثورة.
س: ولو تراجعت هذه الشخصيات القديمة عن الترشح فمن سيتقدم الصفوف إذن للبرلمان القادم؟!
جـ: هذه معضلة حقاً.. لأنها للأسف الشديد تعبر عن الواقع الغريب الذي وجدنا أنفسنا فيه.. يقول أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين في حوار مع "الشروق": "القماشة السياسية الموجودة حالياً بالدولة كلها حزب وطني لدرجة اننا كأحزاب لم نجد قماشة غيرها.. جميع الأحزاب بها أعضاء حزب وطني وهذه حقيقة يجب أن نواجهها ولا نظل ناكرين لها كثيراً.. وكل الأحزاب سترشح أعضاء من الحزب الوطني فيما عدا الأحزاب التي ليس لها وجود في الشارع.
وهكذا تدور الدائرة.. ونعود إلي نفس النقطة التي انطلقنا منها.. الحزب الوطني.. إنه قدرنا قبل الثورة وبعدها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف