أحمد سليمان
المخابرات المصرية وإدارة العمليات القذرة
خلال فترة الحرب البادرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كان عمل جهازي الاستخبارات في البلدين علي أشده.. كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية "C.I.A" تنفذ عملية ضد الاتحاد السوفييتي. وما هي إلا أيام حتي يعلن جهاز الاستخبارات السوفييتي "K.G.B" عن عملية مضادة.
وبمرورالوقت وفي ظل وجود إدارة للعمليات القذرة في كلا الجهازين تتولي تصفية واغتيال العلماء وكبار الشخصيات في كلا البلدين دون ترك أثر يكشف الجاني تصاعدت موجات الاستهداف ومحاولات تدمير أركان الدولة وإسقاط اقتصادها من كلا الجانبين.
وفي بداية التسعينيات قرأت كتاباً مترجماً لأحد الكتاب السوريين- لا أتذكر اسمه- عبارة عن مذكرات لأحد ضباط الاستخبارات الأمريكية بعد استقالته. الذي شرح من خلاله طرق عمل ادارة العمليات القذرة في الـ "C.I.A" وذكر منها أنه تم ابتكار غبار سام قاتل تم رشه علي سجادة غرفة اجتماعات مجموعة من قيادات الجيش الروسي وبمجرد احتكاك أحذية المجتمعين بهذا الغبار المنثور علي السجادة استنشقه الجميع. وما هي إلا دقائق حتي أصيب كل من بالغرفة باختناق ثم لقوا مصرعهم دون استثناء.
عملية أخري تم خلالها استهداف عالم روسي كبير. ولكي يتم اغتياله دون ترك أثر لهذه العملية تمت مراقبته لمدة أكثر من شهرين لمعرفة مواعيد مغادرته لمنزله والعودة إليه وخط سيره حتي الوصول الي مقر عمله وطريقة قيادته لسيارته. وبعد طول مراقبة تبين أن هذا العالم كان يقود سيارته ممسكاً عجلة القيادة بكلتا يديه من الأعلي وبعد خمس دقائق من تحركه بالسيارة يمر بجوار منحني خطير بجواره منخفض سحيق يمتد إلي نصف كيلومتر لأسفل.. فتم ابتكار مادة قاتلة وضعوها علي عجلة القيادة في المكان الذي يضع فيه العالم الروسي يديه بحيث تخترق هذه المادة مسام الجلد وتصل إلي المخ خلال دقيقتين وتستغرق ثلاث دقائق أخري حتي تدمر المخ تماماً وهي الدقائق الخمس التي يستغرقها هذا العالم حتي يصل بسيارته إلي المنحني الخطير. وفعلاً سقطت السيارة به في هذا المنخفض ولقي مصرعه. ولم تكتشف جهات التحقيق الروسي السبب الحقيقي لمصرعه إلا بعد اعتراف هذا الضابط الأمريكي الذي اشترك في تنفيذ الجريمة.
ومعروف عن معظم أجهزة الاستخبارات في العالم اتباعها مثل هذه الطرق وغيرها لقتل الهدف أو اصطياد وتجنيد أهداف أخري باستخدام المال والنساء وغير ذلك من وسائل.
وعندما يطالب بعض المصريين الان بأن يكون هناك دور عاجل وحاسم لجهاز المخابرات المصري في التعامل مع دول مثل قطر وتركيا وأمريكا وحركة حماس الفلسطينية واخوان الخارج وأثيوبيا وغيرها من الدول والحركات والجماعات التي تهدد الأمن القومي المصري فإنه يغيب عنهم أن جهاز المخابرات المصرية كغيره من الأجهزة الأمنية والعسكرية في الدولة يتعامل بعقيدة عسكرية تراعي حقوق الانسان والضمير والأخلاق ومباديء الاسلام الحنيف في تنفيذ أي عمليات لأن ضباط وجنود ورجال مصر الشرفاء والأمناء لا يقاتلون إلا بهذه الطريقة لذلك تتأخر العمليات لكنها في النهاية تؤتي ثمارها وهذا بالضبط ما قاله الرئيس السيسي في آخر لقاءاته مع رجال القوات المسلحة والشرطة والإعلاميين.
وإذا وضعنا في الاعتبار ان الله يدافع عن الذين آمنوا. وأن المكر السييء لا يحيق إلا بأهله. وأنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.وأن من أراد مصر بسوء قصمه الله لتأكدنا ان الله ناصرنا علي كل أعداء الداخل والخارج ما دمنا نتوكل عليه حق توكله ونثق في الله وفي قدرة رجال الجيش والشرطة وفي أنفسنا بأننا شعب تتحطم علي أرضه أحلام الغادرين والخائنين والإرهابيين.