نهاية الإرهاب من بديهيات الأمور لاننا لو راجعنا تاريخ الإرهاب في العالم. فسنجد أنه ينتهي إلي الهزيمة في نهايةالأفق. قد تتبدل الاستراتيجيات أو التكتيكات. وقد تعينه قوي أجنبية. وربما استغل ظروفاً استثنائية في حياة الشعوب. لكن النهاية- في كل الأحوال-واحدة.
ونهاية الإرهاب في سيناء ليست ظناً ولا هي أمنية. إنها نقطة الختام لمحاولات الإرهاب إسدال القتامة علي مستقبل الحياة في سيناء!
أول الدروس المستفادة من أحداث سيناء. منذ ما قبل نشوء العمليات الإرهابية حتي الآن. أن تعمير سيناء هو الخطوة التالية- أو يجب أن تكون كذلك- للقضاء علي الإرهاب.
أكد اللواء عبدالمنعم سعيد أن عمليات تعمير شبه الجزيرة كانت قد بدأت في 1990. أثناء توليه منصب محافظ سيناء الجنوبية. وتولي الراحل اللواء منير شاش منصب محافظ سيناء الشمالية. بدأت أول عمليات استصلاح مليون فدان. وشقت القنوات. وأقيم العديد من البني الأساسية والمرافق.. لكن كل شيء توقف بلا سبب. وحولت الاعتمادات المالية إلي مشروع توشكي.
الغريب أن مشروع توشكي الذي وجهت إليه الإنفاقات. أودع الثلاجة أيضاً. وذكر أن رئيس الدولة آنذاك كان يعلق علي التقارير والمذكرات بالقول: انسوا!
أرفض البكاء علي اللبن المسكوب. وان كان أوجب ما تستلزمه مرحلة ما بعد اندحار الإرهاب من أرض الفيروز. أن تنشط عمليات تعمير سيناء. تصلها بالوطن الأم من خلال استيعاب أعداد من مواطني الدلتا والصعيد. واستزراع الأراضي. وإقامة المؤسسات التعليمية والاقتصادية والصناعية. تحويل الطبيعة الساكنة في معظم أنحاء سيناء إلي خلية عمل حقيقية. شريان رئيس في الجسد المصري. يضيف إليها بالعمل والانتاج. ولا ينقص منها بالعمليات الارهابية.
أذكر- قبل أن تأخذ الأوضاع صورتها الخطيرة. الحالية- أنني دعوت إلي ضرورة أن تكون الدولة هي البادئة في عمليات تعمير سيناء. دورها التمهيد باقامة البنية الأساسية حتي يتاح للقطاع الخاص ان يشارك- بفعالية- في عمليات الانشاء والتطوير.
من حق الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ثمناً للدفاع عن قداسة سيناء. أن نقدر ما بذلوا من تضحيات. دفاعاً عن حاضر وطنهم ومستقبله. بأن نعيد إلي النور ما سبق وضعه من مشروعات لتنمية سيناء. وإضافة ما تأكدت الحاجة إليه. ليس لسيناء وحدها. وإنما للحياة المصرية جميعاً. بحيث يكون التعمير هو وجه المستقبل لأرض الفيروز. بعد زوال وجه الإرهاب!