الأخبار
محمد السيد عيد
أرجو أن تكمل هذا السيناريو بنفسك
تستعد مصر هذه الأيام لإجراء انتخابات برلمانية، ولأني أري أن حزب النور السلفي هو الحزب الأكثر تنظيماً، والأكثر احتكاكاً بالشارع، وأنه سيفوز بأعلي الأصوات، فقد رأيت أن أقدم هذا السيناريو لما يمكن أن يحدث بعد الانتخابات.
المشهد الأول : قاعة باللجنة العليا للانتخابات
الصحفيون في القاعة، رئيس اللجنة يجلس علي المنصة. يقرأ من ورقة معه : بسم الله الرحمن الرحيم، تعلن اللجنة العليا للانتخابات فوز حزب النور بنسبة 37% من جملة أصوات الناخبين الصحيحة، وإليكم النتيجة بالتفصيل.
المشهد الثاني : مكتب رئيس الجمهورية
الرئيس يخاطب رئيس الديوان : مادام حصل علي الأغلبية تبعت له خطاب تهنئة، وتكليف بتشكيل الوزارة. الدستور بيقول كده. طبعاً لازم يعمل ائتلاف مع أحزاب تانيه عشان يحقق الأغلبية.
رئيس الديوان : حنكتب له الكلام ده يا افندم.
المشهد الثالث : مقر حزب التجمع
رئيس الحزب : نرفض التعاون مع الأحزاب الدينية. لن نشارك في هذا الائتلاف
المشهد الرابع : مقر حزب الوفد
رئيس حزب الوفد : نرفض الاشتراك مع حزب النور بسبب موقفه من الوحدة الوطنية
المشهد الخامس : حزب المصريين الأحرار
رئيس الحزب : لايمكن أن نتعاون مع حزب يؤمن بالفاشستية الدينية
المشهد السادس : مقر حزب النور
يونس مخيون يضحك قائلاً : مين قال إني حاطلب التحالف مع هذه الأحزاب العلمانية ؟ سأتحالف مع حزب مصر القوية، والأحزاب الدينية الأخري. وسنحقق الأغلبية المطلوبة
المشهد السابع : قاعة الاجتماعات بمجلس الوزراء
يونس مخيون مع رؤساء الأحزاب الدينية. كلهم يربون لحاهم. معظمهم يرتدون الجلابيب، ولهم زبيبة في جبهتهم. مخيون يقول لهم : الآن نتحدث عن توزيع الوزارات. أري أن يكون الأخ ياسر برهامي وزيراً للداخلية، فلابد أن يكون وزير الداخلية في العصر الجديد مدنياً وحزبياً. وبرهامي كما تعلمون صاحب خبرة في السجون، لأنه قضي نص عمره في السجن. وهو مكلف بإنشاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعادة نظام الحسبة الذي كان مستخدماً في العصور الإسلامية.
أما نادر بكار فسيتولي أمر الثقافة والإعلام. ومهمتك الأولي يادكتور نادر هي غلق معاهد الموسيقي والباليه، فهما حرام. وكذلك لابد من تحجيب المذيعات ويفضل أن يرتدين النقاب
نادر يرد: السمع والطاعة يامولانا.
يونس : وسيكون عبدالمنعم الشحات وزيراً للزراعة باعتباره مهندساً زراعياً.
يحتج الشحات بقوة : عفواً يامولانا أنا لا أرضي عن وزارة الآثار بديلاً.
مخيون : إشمعني وزارة الآثار ؟
الشحات : لأتمكن من تنفيذ مشروعي بصب الشمع حول التماثيل مالم نتمكن من هدمها، فهي أصنام، والأصنام حرام.
مخيون : لن نختلف. عينَاك وزيراً للآثار. أما الأخ البلكيمي فقد عينَاه وزيراً للنقل لخبرته في قيادة الميكروباصات.
يحتج عبد المنعم أبو الفتوح : انتم أخدتم كل المناصب المهمة يامولانا، أين حزب مصر القوية ؟
مخيون : انا عاين لك وزارة الصحة يادكتور.
ابو الفتوح : آسف، لن أتولي غير وزارة الخارجية، لتحسين العلاقات مع قطر الشقيقة، وتركيا الرائدة، والانفتاح علي الدول الإسلامية المجاهدة مثل أفغانستان وباكستان.
مخيون : لك ماطلبت.
ينظر مخيون حوله ثم يسأل : فين الشيخ حازم شومان ؟
يرد حازم شومان : موجود يامولانا.
مخيون : ياشيخ حازم، انت صاحب الرأي الشهير بأن الجامعة أنشئت لإبعاد الناس عن التعليم الديني، لذلك عينَاك وزيراً للتعليم والتعليم العالي.
حازم : وأنا أعدك أن أحول هذه الجامعات العلمانية إلي معاهد إسلامية، وأن أغلق كليات الفنون لأن النحت والرسم حرام.
مخيون : عظيم، وإليكم هذه التوجيهات العامة. أولاً: من الآن سيكون الجلباب هو الزي الرسمي. ثانياً: يفرض النقاب علي النساء، ومن لاتلتزم به تعاقب.
عفواً أيها القاريء الكريم فقد انتهت المساحة المخصصة للمقال، وأرجو أن تكمل هذا السيناريو بنفسك .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف