صبرى حافظ
«حدوتة» الجبلاية.. و«عقدة» الأجنبى
كشف أزمات اتحاد الكرة طوال الفترة الأخيرة عن حاجة الجبلاية للوائح تسد الثغرات العديدة والمفاجئة التي تتسبب في مشاكل ومطبات للكرة المصرية.
مع بداية الموسم انكشفت «عورة» الجبلاية وأفرزت الحاجة الملحة ليستعيد الاتحاد أولاً قوته من خلال قرارات ولوائح قادرة أن تحقق طفرة للكرة المصرية التي ستظل عاجزة بلا أنياب أو أجنحة تطير بها بدون قواعد وأسس قوية ممثلة في لوائح قادرة على ترسيخ مبدأ العدالة ومحاسبة المخطئين الذين كثروا في السنوات الأخيرة دون مجازاة أو عقاب سواء كانوا لاعبين أو وسطاء لاعبين أو مدربين وإداريين من المنظومة الكروية والخروج المتكرر علي النص.
ولم تكن ازمة توقيع بعض اللاعبين لأكثر من ناد ومشاركة فريق الداخلية للاعب مقيد بنادي الإنتاج الحربي إلا بسبب أن العقوبات بداخل دولة الجبلاية رخوة وبقليل من الحيل والتلاعب والعلاقات والاتصالات سيتم حلها وحسمها وهو ما حدث بالفعل حيث اكتفت لجنة شئون اللاعبين بتغريم ومعاقبة اللاعب دون أن يحصل نادي الجونة على حقه بالبقاء في الدوري الممتاز وهبوط المتسبب في الأزمة «الداخلية» كدرس لمن تسول له نفسه ضم لاعب مقيد بناد آخر دون تحر.
ويثير الريبة أنه طالما تم توقيع عقوبة على اللاعب فهذا معناة أن هناك خطأ وهذا الخطأ يترتب عليه استفادة للفريق الذي ضمه وجاء على حساب منافسه الذي هبط لدوري النسيان!
كل هذا دفع مسئولي نادي الجونة لإحراج الجبلاية والدفع بصغاره للمشاركة أمام الأهلي في المباراة التاريخية، ليس لأن الأحمر افترس منافسه بـ 13 هدفاً نظيفاً، بل لمشاركة زياد الصحيفي أصغر لاعب مع الكبار.
فأزمة توقيع اللاعبين ووسطائهم «حدوتة» كل موسم وزادت في السنوات الأخيرة ولم يستطع اتحاد الكرة حسم هذا المسلسل الموسمي المتكرر الذي بات مملاً وسخيفاً بسبب تكراره بشكل هزلي.
المجلس الحالي للاتحاد يحاول أعضاؤه عدم توديع الجبلاية، إلا بعد أن يظهروا كل مهاراتهم وموهبتهم في طرائف وعجائب يكتشفها كل المتابعين للكرة المصرية ليكون مجلساً تاريخياً لن يتكرر كثيراً.
لا أعرف سبب إصرار النادي الأهلي على الاستعانة بمدرب أجنبي في الموسم المقبل رغم كفاءة فتحي مبروك ونجاحه في قيادة السفينة والوصول بها إلى بر الأمان.
يقينى أن معظم أعضاء مجلس النادي الأهلي على قناعة بمبروك وقدرته على حصد بطولات الموسم المقبل، لكنهم يخشون من أى هزة تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد ضياع بطولة الدوري هذا الموسم، بجانب نظرة التعالي كيف يكون الأهلي بدون أجنبي ومنافسه التقليدي «الزمالك» يملك مدرباً أجنبياً عقدة «الأجنبي»!
الأهلي قادر على حصد بطولات الموسم المقبل، فالفريق يملك حالياً أفضل لاعبين في مصر، خاصة في خطي الهجوم والدفاع.. وأي مدرب قادم قادر على الإنجاز حتى ولو مغموراً مثلما حقق جوزيه تاريخاً بفضل الأهلي.. أعطوا مبروك فرصة يستحقها بالفعل.