الوفد
عباس الطرابيلى
الهدف مصر.. قبل «محلب بك»
أعترف أن هناك وزراء- في الحكومة الحالية- ليسوا دون المستوي التنفيذي ولا حتي السياسي، لأغلبية أعضاء الحكومة.. ولكن هل هذا مبرر للدعوة لإسقاط الحكومة كلها.. أم أن نجاح رئيس الحكومة يصيب الكثيرين بارتيكاريا أعداء النجاح.. فاستغلوا ملاحظة رآها الرئيس «السيسي» فرصة لإسقاط الحكومة.. بزعم أنهم حريصون علي نجاحها.. ولكنها الغيرة من رئيس حكومة هو الأنجح- في بلادنا- منذ اندلعت ثورة 25 يناير.. وهؤلاء في رأيي لا يقلون حقداً عن الإرهاب، بل ويسلكون مسلك الإرهابيين شديد الشراسة.. لإسقاط الحكومة، وأري ذلك قمة المؤامرة، ليس علي رئيس الوزراء فقط.. بل علي الرئيس «السيسي» نفسه.. لأن نجاح مخططهم يعني ضرب أحلام كل المصريين الشرفاء، الذين قاموا بكل هذه الثورات للقفز بمصر، نحو المستقبل الأفضل.. وأري- أيضاً- في هذا المخطط ضرب كل أمين علي هذه الأمة.. بل وضرب كل مخلص، يريد العمل، لوجه الله وللناس.
<< وإذا كان هناك من تري المصلحة تغييره من الوزراء- حتي قبل اجراء الانتخابات البرلمانية- فإن هذا من الأمور السهلة.. مجرد تغيير من ثبت عجزه، أو أن سرعة عمله منخفضة عن سرعة عمل قاطرة الحكومة وهذا أمر سهل.
نقول ذلك لأن التخبط الذي سبق ثورة 23 يوليو ونتج عنه أن عاشت مصر 4 حكومات متتالية منذ أقال الملك «فاروق» حكومة «النحاس» باشا فجر يوم 27 يناير 1952، هي حكومات علي ماهر باشا من 27 يناير إلي أول مارس 1952، ثم حكومة أحمد نجيب الهلالي باشا من أول مارس إلي 2 يوليو 1952 ثم حكومة حسين سري باشا من 2 يوليو إلي 22 يوليو 1952، ثم حكومة أحمد نجيب الهلالي باشا من 22 إلي 24 يوليو أي عاشت يومين فقط، لا أكثر.
أقول إن هذه الحكومات الأربع في أقل من 6 أشهر جعلت كاتباً صحفياً كبيراً هو موسي صبري يصدر واحداً من أهم كتبه السياسية علي الإطلاق هو «ملك و4 وزارات».. للتدليل علي تخبط النظام.. فهل يريد الداعون لإسقاط حكومة إبراهيم محلب، أن يقال ذلك علي عصر الرئيس «السيسي».
<< إن بيننا وبين الانتخابات البرلمانية أياماً معدودات.. فإذا أردتم حكومة «خاصة» لإجراء هذه الانتخابات فهذ رأيكم.. ولكنني- وقد عشت العمل السياسي كاملاً منذ انتخابات يناير 1950- أري أن هذا الأسلوب ليس مناسباً لمصر- هذه الأيام- بل الأجدر أن نترك الحكومة لتشرف علي هذه الانتخابات بكل أعبائها وتوابعها.. ثم وطبقاً للدستور ولكل الدساتير في العالم كله يجري تغيير الحكومة- بعد إعلان نتائج هذه الانتخابات- سواء لمن حصل علي الأغلبية البرلمانية.. أو حكومة ائتلافية وأقول ذلك لسبب غريب هو أن الداعين لتغيير الحكومة يحلمون بإيقاف دولاب العمل.
لأن مجرد الحديث عن تغيير الحكومة يجعل كل وزير يتوقف فوراً عن أي عمل لأنه لا يعرف مصيره.. وبالتالي كل من تحته من مسئولين يتوقف عن العمل، وهذا هدف من لا يريد خيراً بمصر.
<< ونحن بذلك نفقد وقتاً ثميناً، ما بين البحث عن أعضاء جدد للحكومة ثم أداء اليمين، ثم يبدأ كل وزير يبحث ملفات وزارته.. وربما، بل هذا مؤكد، يسعي إلي تغيير أسلوب العمل.. وهذا بالطبع يوقف العمل في أي مشروع.. تخيلوا؟! وأقول: هذا هو ما يطلبه من يريد الآن تغيير الحكومة.. وهؤلاء أصابهم نجاحنا في تنفيذ مشروع القناة الجديدة في هذا الوقت غير المسبوق بالهوس السياسي.. فتركزت جهودهم علي ضرب الحكومة، وإزاحة رئيسها، ولو استجبنا لذلك لتحقق حلم هؤلاء المغرضين.
<< ونعترف أن الحكومة- من رئيسها المهندس إبراهيم محلب- إلي كل أعضائها أصيبوا بالإحباط، بل- وهذا ليس سرا- هبط مستوي ومنسوب عملهم.. وتابعوا معنا نظرات الحزن والألم التي تغلف الآن عيون رئيس الحكومة وكل أعضائها.. فهل هذا من أهداف هذه الحملة الداعية إلي التغيير.. ألا يكفي ما فقدناه من ثمن غال، أغلي من الذهب والماس والياقوت والمرجان.. ألا تكفي هذه الصدمة التي نزلت بالرجل الذي يضحي- حتي بأسرته وهنائه- من أجل راحة وهناء كل المصريين.
<< هل الهدف أن يفقد كل جاد رغبته في العمل.. والعمل الجاد المخلص أقول بكل صراحة: هذا من أهم أهداف تلك الحملة التي ظاهرها حب مصر.. ولكن باطنها هو ضرب حلم كل المصريين.
هذه بصراحة خلاصة ما يقال هنا، الهدف هو «إحباط» تلك الروح القومية، للعمل الميداني المخلص، الذي يقوده المهندس إبراهيم محلب.. وهم يريدون رقبته.. بأي ثمن، ولا يهم أن تسقط رقبة مصر نفسها.
<< وأخشي ما أخشاه أن ينجحوا في مخططهم، أو بصراحة، مؤامرتهم فهم لا يريدون له النجاح.. ولا يريدون لمصر الخلاص.. من رجل لوجدنا- بدل مسري الدم في عروقه- إخلاصاً لتراب هذا الوطن.. ولأبناء هذا الوطن.
ومهمتنا أن نعمل جميعاً- نحن كل المخلصين- علي إفشال مخطط إسقاط الحكومة.. وأقول: لو تحقق حلم الأعداء وسقطت الحكومة، فمن هو الفدائي الذي سيقبل تشكيلها بعد ذلك، وهو يري كل الغل والحقد الذي يتعاملون به مع المهندس إبراهيم محلب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف