الوفد
علاء عريبى
القتل حرقاً
واقعة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة أثارت قضية على قدر كبير من الأهمية، المفترض أن نتوقف أمامها وتحليلها ودراستها بشكل محايد، هذه القضية ليست فى وحشية داعش، ولا في أنهم كما زعم البعض يخالفون شرع الله، بل في أن الإرهابيين أكثر قراءة وبحثا فى السيرة والتاريخ والفقه الإسلامى أكثر من رجال الدين التابعين للمؤسسات الدينية الحكومية، بمعنى آخر: إن الإرهابيين أكثر ثقافة فى علوم الدين وتاريخ المسلمين ممن يحسبون ويتولون قيادة المؤسسات الدينية فى بعض البلدان الإسلامية، صحيح أنهم يؤولون وينحرفون بثقافتهم هذه لكنهم حسب ما نرى أكثر بحثا وتفتيشا وقراءة.

عقب بث فيديو قتل الطيار الأردني حرقا، تسابق بعض المنتسبين للمؤسسات الدينية بإدانة داعش واتهامهم بمخالفة شرع الله، اعتمادا على واقعة رواها البخارى تراجع فيها الرسول عن القتل حرقا، فقد وقف المنتسبون للمؤسسات الدينية بثقافتهم عند هذا الحديث وبنوا عليه حكمهم الشرعى:
«عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما»، وتراجع رسول الله هنا لا يعد نهيا او تحريما كما فهم البعض بل تواضعا لله عز وجل.
وإذا تركنا النبى الكريم إلى الصديق الصدوق سيدنا أبوى بكر، فقد ذكر الطبرى فى تاريخه عن عبد الله بن أبي بكر قال : قدم على أبى بكر رجل من بنى سليم يقال له : الفجاءة وهو إياس بن عبدالله بن عبد يا ليل ابن عميرة بن خفاف فقال لأبي بكر إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتد من الكفار فاحملني وأعنى فحمله أبوبكر على ظهر وأعطاه سلاحاً ، فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بنى الشريد يقال له : نجبة بن أبي الميثاء ، فلما بلغ أبابكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجز أن عدو الله الفجاءة أتاني يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقويه على من إرتد عن الإسلام فحملته وسلحته ، ثم إنتهى إلى من يقين الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ، ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به، فسار إليه طريفة بن حاجز، فلما التقى الناس كانت بينهم الرميا بالنبل فقتل نجبة بن أبي الميثاء بسهم رمى به ، فلما رأى الفجاءة من المسلمين الجد قال: لطريفة والله ما أنت بأولى بالأمر منى أنت أمير لأبي بكر وأنا أميره ، فقال له طريفة إن كنت صادقاًً فضع السلاح ، وانطلق معي إلى أبى بكر فخرج معه فلما قدما عليه أمر أبوبكر طريفة بن حاجز فقال : اخرج به إلى هذا البقيع فحرقه فيه بالنار فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد له ناراًً فقذفه فيها.
وحسب رواية ابن خلدون فى تاريخه: وأما بنو سليم فكان الفجاءة بن عبد يا ليل قدم على أبي بكر يستعينه مدعياً إسلامه ، ويضمن له قتال أهل الردة فأعطاه وأمره وخرج إلى الجون وارتد ، وبعث نجبة بن أبي المثنى من بنى الشريد وأمره بشن الغارة على المسلمين في سليم وهوازن فبعث أبوبكر إلى طريفة بن حاجز قائده على جرهم وأعانه بعبدالله بن قيس الحاسبي فنهضا إليه ولقياه فقتل نجبة، وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره وجاء به إلى أبي بكر فأوقد له في مصلى المدينة حطباً ثم رمى به في النار مقموطاً».
وقيل إن أبا بكر ندم عن حرق الفجاءة السلمي، قال: «إني لا آسي على شىء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت اني تركتهن .. وددت اني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأنى كنت قتلته سريحاً أو خليته نجيحاً «، وقيل أن جميع روايات حرق الفجاء غير صحيحة لضعف السند.



��§Ù‚��±��£ ��§Ù„مق��§Ù„ ��§Ù„��£��µÙ„ÙŠ ��¹Ù„ÙŠ ��¨Ùˆ��§��¨��© ��§Ù„وف��¯ ��§Ù„��§Ù„يك��ª��±ÙˆÙ†ÙŠ��© الوفد - القتل حرقاً
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف