محمد عمر
رؤية .. قانون الإرهاب.. ما له وما عليه
قانون مكافحة الإرهاب الذي أقره الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء في وقته لمواجهة العنف ووقف الاعتداءات المتكررة التي تستهدف قوات الجيش والشرطة والمنشآت العامة.. ورغم أن معظم مواده رادعة للتنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفها بالتمويل والتأييد وتساهم بشكل كبير في ضبط الشارع المصري إلا أن هناك بعض التخوفات من أن يساء استخدام القانون أو التهور في تطبيقه خاصة المادة التي تنص علي ألا يسأل جنائيا القائمون علي تنفيذ أحكام هذا القانون من المسئولين في الجيش والشرطة إذا استعملوا القوة لأداء واجباتهم أو حماية انفسهم من خطر محدق.
نحن نتفق في أن من حق رجال الجيش والشرطة حماية أنفسهم ولكن هناك قلة من أصحاب النفوس الضعيفة والمتهورين قد يلصقون تهمة الإرهاب جزافا بالأبرياء انتقاما منهم لأسباب قد تكون شخصية علي سبيل المثال ثم لا يجدون من يحاكمهم أو يسألهم عن أسباب ذلك مثلما حدث للناشطة شيماء الصباغ عندما قتلها ضابط شرطة خطأ وتمت محاكمته ويقضي حاليا عقوبة السجن.. فالقانون الجديد سيحمي أمثال هذا الضابط إن لم تكن هناك ضمانات لإثبات التهمة علي الجاني مائة في المائة ولا يوجد أدني شك لوقوع ظلم علي المتهم.
كما أن مادة حبس الصحفيين التي تم إلغاؤها وتعديلها بفرض غرامة ما بين 200 ألف إلي 500 ألف جنيه والمنع من مزاولة المهنة لمدة لا تزيد علي سنة لكل من يبث متعمدا بيانات غير حقيقية عن عمليات إرهابية بالمخالفة للبيانات الرسمية في رأيي أنها مادة مجحفة والسجن أرحم منها لأن الصحفي لا يمكن أن يوفر كل هذا المبلغ لينجو بنفسه ويدفع الغرامة.
أما بقية المواد التي يتضمنها القانون فإنها ضرورية لمواجهة المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد في الفترة الراهنة وستساهم في التسريع من إجراءات التقاضي التي كانت تستمر لسنوات في أروقة المحاكم وتحقيق العدالة الناجزة وردع الإرهابيين في أقل وقت ممكن.. فيد الإرهاب تغتال الأبرياء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين أيضاً.. ويجب أن يتكاتف الجميع مع هذا القانون للقضاء علي الإرهاب واستئصال شأفته من جذوره.. أما النقد الهدام الذي يسبب الإحباط للناس والذي يطلقه بعض من يسمون أنفسهم حقوقيين أو نشطاء فهذا لن يجعلنا نتقدم خطوة إلي الأمام للقضاء علي هذا الوباء الذي يهدد استقرار وأمن المجتمع.
إشارة حمراء
خرج علينا عثمان عبدالرحيم أمين الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة باقتراح غريب من نوعه حيث يطالب بإقامة مسارح وسينمات داخل المساجد ولكن بضوابط شرعية.. ونحن نسأل الشيخ هل ضاقت الدنيا علي المسارح والسينمات لتكون في بيوت الله؟ يامولانا المسجد له خصوصيته والتي يجب أن تحترم.. والتحدث في مثل هذه المواضيع ليس فيه احترام لعقلية هذه الأمة.