إذا كان يوم الجمعة من كل أسبوع يذهب ملايين المسلمين في مصر وفي العالم الإسلامي لصلاة الجمعة وسماع خطبة الجمعة امتثالاً لأمر الله إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله.
وفي مصر حوالي 120 ألف مسجد تقام فيها صلاة الجمعة وهناك 120 ألف إمام وخطيب لكل مسجد يلقون الخطبتين علي جموع المصلين متنوعي الأعمار والثقافات ومنهم السليم ومنهم المريض ومنهم المطمئن ومنهم القلق.
المصلون يوم الجمعة فيهم المثقف ثقافة عالية إسلامياً ومنهم من لا يعرفون من الإسلام إلا اقامة الصلوات الخمس بحفظ عددا من قصار السور وصيام رمضان. ولكن عادة ما يلقي الامام خطبته وكأنه يلقي محاضرة في الجامعة أو علي طلبة الثانوي ولا يعرف تماماً هل وصلت رسالته إلي المصلين أم لا.
أتمني أن يحاور الإمام بعض المصلين بعد الصلاة عما فهموه من الخطبة أو استفادوا به وقد كان هناك تقليد بأن يلقي الإمام درساً علي من يريد من المصلين بعد انتهاء الصلاة.
ورغم توحيد الخطبة في مساجد مصر إلا انه يجوز للإمام أن يراعي مجتمع الحاضرين هل هم أهل مدينة أم هم أهل ريف أو بدو أم هم مقيمون أم علي سفر.
أفاض أحد الأئمة في شرح بعض مناقب سورة الرحمن وذكر فيما ذكر ان آية "فبأي آلاء ربكما تكذبان" تكررت في السورة 31 مرة فقلت له بعد الصلاة ما فائدة هذه المعلومة لأي واحد من الحاضرين وهي معلومة يستفيد بها علماء القرآن والحديث وليس مجتمع المصلين يوم الجمعة.
وذكر أحد الأئمة من خطبته قصة الإفك والمطاعن التي أخذها المستشرقون علي أم المؤمنين رغم ان الله برأها من فوق سبع سماوات وبعد انتهاء الصلاة سألت أحد الجيران من هم المستشرقون فقال هم الكفار.
ومنذ سنوات أفاض أحد الأئمة في شرح أسباب التيمم وكيفيته وهو يشرح ذلك في مسجد وسط العاصمة حنفيات المياه فيه لا تغلق أبداً.
خطبة الجمعة تكاد تكون هي والمواعظ التي تلقي في الكنائس هي الخطبة التي تلقي علي جمع من الناس مختلفي الثقافة من مستوي صفر إلي أعلي الدرجات والمطلوب من الإمام أن يصل بالمعلومة إلي كل هؤلاء كما فعل معظم شيوخنا الأجلاء.
يجب أن يدرس الأئمة علم التواصل مع الجمهور والتأثير فيه بكل الوسائل وأن يعلموا ان الخطبة ليست فقط قال الله وقال الرسول ثم يذهب كل واحد في سبيله.
إمام المسجد المؤهل هو العمود الفقري للدعوة الإسلامية وهو صاحب الأثر المباشر في نفوس المصلين كل جمعة وهو القادر علي تبسيط أحكام العبادات والمعاملات ومباديء الأخلاق الإسلامية السمحة.