الجمهورية
بسيونى الحلوانى
الجيــزة.. أكثــر زبالــة!!
رحم الله أيام كانت محافظة الجيزة ترفع فيها شعار "الجيزة محافظة نظيفة" وكان محافظها التاريخي المرحوم "عمر عبدالآخر" يقوم بجولات يومية في مختلف الأحياء ليتابع بنفسه - وبعيداً عن تقارير المتابعة الكاذبة لمساعديه - حالة النظافة ويحاسب المقصرين ويكافئ المجيدين ويتخذ القرارات الرادعة ضد الفوضويين من المواطنين الذين يلقون بأكوام الأتربة في قلب الشوارع وعلي جانبي الممرات المائية والتي كانت من مظاهر الجمال في المدينة وأصبحت من أكبر مظاهر القبح والتلوث.
لم تكن الجيزة أبدا بهذا القبح التي هي عليه الآن. فالزبالة في كل مكان وأكوام الأتربة ومخلفات المباني تستقبلك في شوارع ومناطق حيوية بالمدينة حتي الشارع الحيوي الذي يحمل اسم الزعيم الراحل أنور السادات "ترسا سابقاً" في منطقة الهرم والذي يسكن فيه ويمر منه يومياً مئات الآلاف من المواطنين ويضم أهم معهد علمي في مصر وهو "القياس والمعايرة" أصبحت أكوام الزبالة والأتربة أهم معالمه ورضخت المحافظة يومياً لسلوك الفوضويين ولم يعد أمامها إلا أن ترسل سياراتها ومعداتها من وقت لآخر لرفع أكوام الأتربة قبل أن تسد الشارع وتعيق حركة المرور فيه.
ايضا ترعة المريوطية التي كانت شريان جمال داخل الكتلة السكنية أصبحت لوحة تتجسد فيها كل مظاهر القبح والتلوث فهي ملجأ للفوضويين الذين يلقون بها وعلي جانبيها كل أنواع الأتربة والزبالة تحت سمع وبصر المسئولين في محافظة الجيزة.
ہہہ
لا ينكر أحد أن سلوكنا نحن المواطنين تجاه نظافة الشارع سلوك غير مسئول وغير حضاري. ونقر ونعترف بأننا مصدر كل المصائب التي نشاهدها في شوارعنا يومياً من فوضي وتلويث للشوارع والميادين.. لكن ما دمنا علي هذا الحال ونفتقد السلوك الحضاري والمسئولية الوطنية فيجب أن تتخذ الدولة معنا - ممثلة في محافظة الجيزة - الإجراءات العقابية الرادعة وهذه سلطة المحافظ ومسئوليته الأولي والتخلي عنها ضعف وهوان وعدم تحمل للمسئولية.
منذ أسابيع سألت أحد المسئولين في الجيزة: لماذا لا تتخذون إجراءات عقابية رادعة ضد الفوضويين الذين يلقون بالأتربة والزبالة علناً يومياً في شوارع رئيسية بالجيزة؟
قال: لا نستطيع أن نفعل ذلك رغم أن القانون يكفل لنا عقاب هؤلاء لأن معظم أصحاب سيارات الأتربة يحملون السنج والمطاوي وربما خرطوش وموظفونا يخافون مواجهتهم والشرطة "مش فاضية لنا" وبالتالي ليس أمامنا إلا ترك هؤلاء يفعلون ما يحلو لهم ونقوم نحن برفع ما يلقونه في الشوارع!!
بالله عليكم: هل هذا سلوك دولة تريد تطبيق القانون علي الجميع وضبط سلوك الفوضويين؟ هل هذا منطق مسئول يملك من السلطات والنفوذ والعقوبات ما يردع به الفوضويين العابثين؟
ہہہ
طبعاً أمام هذا الترهل والضعف والخوف الذي يسيطر علي المسئولين في محافظة الجيزة أصبح من الطبيعي أن تتحول شوارع رئيسية إلي مستودعات للأتربة والزبالة ومخلفات المباني.. أمام ضعف وخوف وهلع هذا المسئول وأمثاله من الطبيعي أن يفرض البلطجية سطوتهم ويحولوا الشوارع إلي مستودعات للأتربة والمخلفات لتدور المحافظة في دائرة مغلقة ويزداد وضع النظافة في الجيزة سوءاً لتصبح المدينة التي كانت رمزاً للجمال "رمزاً للزبالة" ومسرحاً مفتوحاً للفوضويين من أصحاب سيارات وعربات الأتربة والمواطنين الذين يتسابقون لتكون مدينتهم التاريخية العريقة "أكثر زبالة".
أية مبررات يسوقها المسئولون في الجيزة غير مقبولة علي الإطلاق فالقانون يعطيهم حق ردع لكل الفوضويين وهم مطالبون بحكم وظيفتهم باتخاذ كل الإجراءات لحماية المدينة وسكانها وتاريخها من هذا العبث الذي تعيشه الآن.
من العار أن يخاف مسئول حكومي من زبال أو صاحب عربة كارو ومن العار أن تطبطب المحافظة علي الفوضويين العابثين الذين يلقون بالأتربة في الشوارع وتذهب كل يوم بمعداتها لترفع ما يلقون به في شوارع حيوية.
ہہہ
أعلم أن محافظ الجيزة الحالي رجل نشط ويريد أن يترك بصمة في المحافظة.. وإذا أراد أن يحقق طموحاته في الجيزة يجب أن يعترف أن حال محافظته بوجه عام ينتقل من سيئ إلي أسوأ.. وهو مطالب بأن يقوم بجولات يومية في الشوارع ليقف علي نظافتها ويعاقب المقصرين.
علي المحافظ أن يعلم أن شوارع الجيزة أصبحت مسرحاً مفتوحاً لكل مظاهر الفوضي والعشوائية ولم تعد الزبالة والأتربة وحدها هي التي تلوث الشوارع بل إشغالات الطريق عن طريق أصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين الذين حولوا الشوارع إلي ساحات تمارس فيها كل صور الفوضي.
بالتأكيد المحافظ يعلم أن العشوائية تسود شوارع وأحياء المحافظة الراقية والشعبية دون استثناء والمباني المخالفة ترتفع يومياً في كل مناطق الجيزة تحت سمع وبصر وحراسة المسئولين بالمحافظة. والمحلات التجارية غير المرخصة تعمل صباح مساء دون أن تتحرك الأجهزة المسئولة لمحاسبة أصحابها والمقاهي العشوائية تغزو كل شوارع الجيزة ويستولي أصحابها علي الطريق العام والأرصفة. وتصدر عن روادها وأصحابها كل صور الانحطاط السلوكي وتتلقي المحافظة كل يوم عشرات الاستغاثات من السكان دون أن يتحرك مسئول حي واحد لإغلاق مقهي عشوائي غير مرخص وتصدر من أصحابه أو رواده مخالفات سلوكية أو أخلاقية.
الجيزة تستغيث من الفوضي وتحتاج إلي ردع القانون وشعور قيادات العمل فيها بالمسئولية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف