عمرو الخياط
مصـــــر و إثيوبيـــــا (٢)
طغت علي سطح الأحداث هذا الأسبوع حادث سيناء الإرهابي، وهو الذي أدي إلي ان يعود الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي القاهرة من دون ان يستكمل الزيارة التي كان يقوم بها لاديس أبابا العاصمة الاثيوبية للمشاركة في قمة افريقيا، وفي غمرة الأحداث تواري حدث هام، وهو الدعوة التي وجهها رئيس وزراء اثيوبيا للرئيس السيسي لالقاء خطاب امام البرلمان الاثيوبي لتوضيح وجهة نظر مصر تجاه سد النهضة.
هذة الدعوة لها دلالة هامة جدا، أولها ان هناك تغيرا واضحا وملموسا في الموقف الاثيوبي تجاة قضية أساسية وهي مياة النيل علي عكس ما كان موجودا في السابق، ومن المؤكد ان هذا التغير طرأ في أعقاب تولي الرئيس السيسي لمقاليد الحكم وهو الذي أكد في اكثر من مجال ان التقارب والتعاون مع دول حوض النيل كفيل بحل المشاكل بين الدول.
الامر الثاني والهام ان إلقاء السيسي خطابا امام البرلمان الاثيوبي هو عمل غير مسبوق للبرلمان ويعكس قيمة وقامة رئيس مصر بالنسبة لدولة اثيوبيا بشكل خاص والعالم بشكل عام.
وهنا تجدر الإشارة إلي ان الرئيس السيسي حينما وصل إلي أديس أبابا كان في استقباله وزير الخارجية وهو الذي لم يخرج لاستقبال اي رئيس دولة أفريقية مشاركة في المؤتمر سوي رئيس مصر، ويدل ذالك علي احترام اثيوبيا لمصر وقائدها.
نحن الان علي اعتاب مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الافريقية، والتي اهملت علي مدار أربعين عاما بعد ان تركنا ساحة افريقيا لمن هم اعداؤنا وانسحبنا من جذورنا لأسباب واهية من دون ان نتنبه إلي أهمية التواصل مع افريقيا ودوّل حوض النيل، فإفريقيا تحب مصر ويكفي ان تدخل المقر الرئيسي لقمة الافريقية حتي تجد صورة الزعيم عبد الناصر في صدر المكان، لان الرجل كان يعي قيمة افريقيا لمصر ويعلم ان افريقيا الجنوب القومي لمصر.
وآن الأوان لأن نعود لأفريقيا التي تنتظر منا ذالك في اقرب وقت وأسرع حركة، خاصة وان هناك مشروعات ضخمة وكثيرة تنتظر مصر في افريقيا بدءا من خط السكة الحديد الذي يربط دول حوض النيل انتهاء بتعظيم الاستثمار في موارد دول افريقيا في مجالات الزراعة والتعدين والثروة الحيوانية وغيرها من فرص الاستثمار المهولة في دول افريقيا، حان الوقت فأرجو ألا يضيع فإفريقيا تنادي ونحن علينا ان نلبي النداء.