تدهمني دهشة عارمة حين يبدي بعض رجال الدين دهشتهم مما وصل إليه حال المسلمين، وسيطرة الأمية الدينية علي المجتمع، وتفشي الإرهاب والتطرف، بالفعل لا أملك إلاالدهشة من دهشتهم!
وأول ما يتبادر إلي ذهني سؤال أراه بديهياً للغاية:
أين كنتم كل هذه السنوات حتي تفاقمت الأمور علي هذا النحو الخطير؟
أين كنتم عندما مد تنظيم «الخوان المتأسلمين» أذرعه كما الاخطبوط ليصل بفروعه لأكثر من ٨٠ دولة، فيسمم أفكار المسلمين هناك، ويتبرع مجانا برسم صورة تسيء للإسلام علي أيادي بعض من ينتمون إليه؟
أين كنتم وقد غاب التجديد وساد الجمود، وتعرض أي مجتهد حقيقي للاضطهاد والمطاردة من جانب المؤسسات الدينية الرسمية؟
أين كنتم وقد تسيد أشباه العلماء المشهد، يلعبون دور خدم السلطان، أي سلطان، ويضللون الأمة بدماء بادرة؟
أين كنتم والكتب التي تنشر الأفكار المتطرفة تنتشر لتعتلي أرفف المكتبات وتفترش الأرصفة، بل يتم الاحتفاء بها في رسائل للماجستير والدكتوراه؟
أين كنتم ومناهج التربية الدينية، والعلوم الشرعية في مدارس وكليات الأزهر محشوة بالوافد علي قيم الإسلام، بل الإسرائيليات أحيانا؟
أين كنتم وكل ذلك يحدث ويتنامي حتي وصلنا إلي الحال الراهن؟
السؤال ألح علي عقلي عندما قرأت خبر انطلاق فعاليات مؤتمر عالمي لضبط الفتوي بالقاهرة، بعد أن اتسع الفتق علي الراتق، ويبقي ثمة تساؤل أكثر إلحاحا:
هل من ساهم في المشكلة، وترك الساحة طويلا، هو الأجدر والأقدر علي حلها؟
المواجهة تحتاج لإجابات لا تحتمل أي مجاملة أو تأجيل.