محمد فتحى
حاسب علي ظباطك يا مجدي !!
أعرف عائلة تفرقت بين المحافظات، فذهب الأب في محافظة، والإبن في محافظة أخري تماماً، ولولا أنهما أقارب لصديق عزيز أطلعنا، مصادفة، علي (بهدلة) العائلة لما عرفنا..
اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية شادد حيله، وفقه الله لما فيه خدمة هذا الوطن، ورزقه الإخلاص، والبصيرة، ولو أن هذه النقطة الأخيرة بحاجة إلي تكثيف الدعاء آناء الليل وأطراف النهار، فاللواء مجدي مسئول ملفات الضباط في السابق، وأحد أبرز رجال الأمن الوطني، أطاح تقريباً بأغلب دفعته، إن لم يكن كلها، في حركات التنقلات التي صدرت منذ أصبح وزيراً للداخلية، ثم فرض علي نفسه سياجاً من الغموض، لزوم رسم صورة الرجل الذي لا عزيز لديه، جميل، والقانون فوق الجميع، أيضاً جميل، ولن أتحدث الآن عن استقباله لمحامي متهم محبوس علي ذمة قضية، وإعلامي صديق للإعلامي المحبوس لحظتها، وكيف وجد وقتاً لدي سيادته، وكيف أعطي مثالاً سيئاً، ورسالة غير موفقة بالمرة، وصلت لعموم الناس، سواء بما فعله، أو بما استتبعه من استقباله لتوفيق عكاشة بعد قبول استشكاله والإفراج عنه، فمثل هذه التصرفات تظل علامة استفهام تسحب من رصيده (لو اعتبرنا أن هذا الرصيد موجود) لدي الناس التي تراقب ما يحدث في ذهول، وتربط بين الزيارة الأولي، وقبول الاستشكال، فحتي لو لم يكن في الأمر شئ، أو هكذا نتمني، فقد وضع الوزير نفسه في دائرة الشبهات.
ومع ذلك لن أتحدث في ذلك الأمر. فالموضوع باختصار هو حركة التنقلات التي أجراها الرجل، والسؤال هو : هل كانت مدروسة ؟؟ هل كانت مصاغة بعناية ؟؟ هل كانت وفق (تحريات) أكيدة وليس تحريات من التي نعرف كيف تقفل بها بعض القضايا ؟؟ وهل راعت مصلحة الداخلية، ونفسية ضباطها ؟؟
هل أصبح ضابط الشرطة يشعر الآن بالأمان في مكانه، أم تراه قلقاً خوفاً من (الحركة) القادمة، والتي قد ترفعه سابع سماء أو تهوي به سابع أرض ؟؟ وهل تفهمت الحركة أبعاد ما يحدث وسط (العبث) الحقيقي الذي نحياه ؟؟
تخيل عميد شرطة في الخمسين مثلاً يحال للتقاعد، ليجد نفسه (في عزه) ولكنه يرتدي (الجلابية) بالتعبير الميري، ماذا تنتظر منه ؟؟ وهل ضمن اللواء مجدي ضابط الأمن الوطني السابق ألا يتم استغلال مثل هذه العناصر التي تشعر حتماً بالقهر لخروجها، لصالح جهات تعمل ضد البلد ؟؟
سيقول البعض: أنتم لا يعجبكم العجب، والرجل يحارب الفساد ومراكز القوي في الوزارة، وهؤلاء أرد عليهم : لا يا شيخ.. ولماذا لا يعاقبهم بدلاً من أن يحيلهم للتقاعد بمكافأة لو كان الأمر كذلك ؟؟
سيقول البعض: يعني انتم قلبكم علي الضباط ؟؟ وأقول: أليسوا بشراً ؟!! ألا ينزل كل منهم وهو لا يدري هل سيعود لبيته مرة أخري أم لا ؟؟ هل نأخذ شريفهم بجريرة فاسدهم بمبدأ خاطئ وقح تربينا عليه هو أن الحسنة تخص والسيئة تعم
الأدهي، والأنكي، والأشد سخافة، ما يصدر من تصريحات محفوظة، واسطوانات مكررة، تؤكد أن الحركة راعت ظروف الضباط، واستجابت لهم، ولو كان الأمر كذلك فلماذا يشعر كثيرون بالظلم البين لهذه الحركة ؟؟
أعرف عائلة تفرقت بين المحافظات، فذهب الأب في محافظة، والإبن في محافظة أخري تماماً، ولولا أنهما أقارب لصديق عزيز أطلعنا، مصادفة، علي (بهدلة) العائلة لما عرفنا..
لكن هذا ليس بقدر أهمية ضابط آخر، يشهد له الجميع بالكفاءة في عمله، بمن فيهم الإعلاميون الذين يتخذون مواقف حادة من الوزارة لكنهم يحترمون الرجل لنزاهته وكفاءته معهم، ثم يتم نقله في إدارة أخري، وهي المرة الأولي التي أجد فيها كتابات علي وسائل التواصل الاجتماعي تترحم علي كفاءة الرجل وتضرب كفاً بكف علي نقله.
لكن هذا أيضاً ليس بقدر أهمية ضابط آخر، لديه نسبة عجز بسبب مطاردة سابقة مع مجرمين، يحب الأعمال الإنسانية، ويشتهر بها بين زملائه لدرجة أنه كان من أوائل أصحاب فكرة تركيب التكييفات والمراوح في حجز الأقسام، لكنه يفاجأ بنقله لمحافظة بعيدة ومنعه من التعامل مع الجمهور !! كما أنك يمكن أن تقرأ خبراً في إحدي الصحف حول تجار مخدرات أقاموا احتفالاً لنقل رئيس مباحث لطالما وقف ضدهم
هؤلاء نماذج أعرفهم مصادفة، وأعرف غيرهم، وعندي حكايات يمكن أن تضرب لها كفاً بكف من فرط العبث في التعامل، فما بالك بمن لا نعرفهم، ومن يخوفونهم بالوزير الذي لا عزيز لديه، والذي أعيد سؤاله : بحق الله، وحق الوطن، وحق منصبك الذي ستسأل عنه أمام الله: هل درست الحركة قبل أن تصدرها ؟؟
إلي السيد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية: حاوط علي ظباطك، فقد اكتشفت أن أحداً منهم لا يجرؤ علي الشكوي، كما أننا نعرف معني كلمة (تظلم) في بلد مثل بلدنا، وهي من مسببات الضحك وليس رفع الظلم، وراجع نفسك من أجل الشرفاء من ضباطـ(نا).