السيد العزاوى
فوضي الفتاوي .. ناقوس خطر تشوه الإسلام .. وتنزع للتطرف
علي مدي فترات طويلة شاهدنا سيلاً من فوضي الفتاوي كل واحد يدلي برأيه.. وبدت الصورة تثير الأسي والاستياء خاصة بعد أن رأينا غير المتخصصين يفتون في أمور الدين وثار في نفس الوقت تساؤل أين هؤلاء من قول الله تعالي: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وهل يستطيع من يتصدي لهذا الجانب الخطير وهو الافتاء في أمور أن يتدخل مكان الطبيب ويصف الدواء بدلا منه أو يلعب دور المهندس في إنشاء عمارة أو مبني من طوابق متعددة؟ إنه لمن المحزن أن يقتحم هذا المجال أدعياء لدرجة أنني سمعت أحد العمال يفتي في شأن من أمور الدين. قلت في نفسي: هل هان الدين علينا لهذه الدرجة؟!
ولاشك أن هذه الفوضي وتدخل غير المتخصصين أياً كان شأنهم يشوه صورة الاسلام لدي الغرب وغيره ويؤدي في ذات الوقت إلي نشر التطرف والتعصب وها هي فتاوي "داعش" و"أنصار بيت المقدس" وغير ذلك من أصحاب الفكر المتطرف تبيح قتل الأبرياء ونحن كمصريين مسلمين دماؤنا وأموالنا حلال وأبلغ دليل علي ذلك ما يجري في العراق ومذابح ليبيا تدمي القلوب. أرأيتم مدي الأخطار التي تنجم عن هؤلاء المتطرفين. لا يقتنعون بالأزهر ورجاله الذين أثروا العالم العربي والاسلامي بعلمهم الوسطي المعتدل الذي ينشر سماحة الاسلام التي تؤلف بين القلوب وتساهم في إعلاء قيم ومباديء الدين. وآثار هؤلاء العلماء لا تزال باقية وشاهدة علي عظمة الدين الحنيف وقد كانت سماحة هؤلاء الرجال وتفانيهم في نشر الوسطية والاعتدال سببا في دخول كثيرين في الدين الحنيف.
وقد جاءت توصيات مؤتمر دار الافتاء في الوقت المناسب فقد أشارت إلي ضرورة التنسيق بين علماء الافتاء في شتي أقطار العالم الاسلامي لضبط صدور الفتاوي والابتعاد عن السياسة وأمور الأحزاب وإنشاء معاهد شرعية لاعداد كوادر قادرة علي الفتوي في كل الشئون بما يتفق وسماحة الدين الحنيف ويتطابق مع مرجعية الاسلام في الوسطية والاعتدال. وفي هذا سد لكل المنافذ الي يتسلل منها أدعياء الفتوي وتؤدي الي وقف سيل الفوضي من فتاوي الضلال والإفك.
ولابد من تحرك سريع لوضع هذه التوصيات موضع التنفيذ والرد بكل موضوعية علي الفتاوي وتفنيد الأباطيل والأكاذيب التي تتضمن تكفير الناس المسلمين وتثير البلبلة وتحرك الضغائن والأحقاد من خصوم الاسلام فيسعون لنشر ألاعيبهم التي تؤدي إلي تقاتل أهل الاسلام وتظل الخلافات مشتعلة بينهم بينما يظل هؤلاء الخصوم يتمتعون بنشر مخططاتهم لتفتيت العالمين العربي والاسلامي.. يا أهل الاسلام حان الوقت للاتفاق علي كلمة سواء وأعلموا أن الله سوف يحاسبنا جميعا عن أي إهمال أو تقصير.