المساء
طارق مراد
هاتريك - مبادرة مرتضي وبراءة القطبين
المبادرة التي قام بها المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك بالتنازل عن الشكوي التي تقدم بها لاتحاد كرة القدم ضد لاعب مصر المقاصة السابق لقيامه بالتوقيع لنادي الأهلي والزمالك والتي أدت لمعاقبته من قبل لجنة شئون اللاعبين برئاسة محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد بالايقاف لمدة 4 شهور وغرامة مالية تستحق كل التحية والتقدير كونها تسهم في القضاء علي الأزمة وحالة الاحتقان التي تسبب فيها هذا التصرف الخاطيء للاعب أحمد إبراهيم الشيخ بالتوقيع لناديين في توقيت واحد وتطورت الأزمة الي تهديد النادي الأهلي بالانسحاب من كأس مصر وتجميد نشاط اللعبة محلياً وعدم التعامل مع اتحاد الكرة احتجاجاً علي هذه العقوبة ضارباً بتصرف اللاعب الخاطيء عرض الحائط حيث تري إدارة النادي الأهلي أن اللاعب لم يخطيء بالتوقيع للزمالك في نفس التوقيت لذلك جاءت مبادرة المستشار مرتضي منصور بالتنازل عن شكواه بمثابة ضربة معلم لقناعته أن النادي الأهلي بريء وكذلك الزمالك بريء من تلك الأزمة تماماً والتي تسبب فيها اللاعب أحمد الشيخ الذي حاول استغلال المنافسة التقليدية بين قطبي الكرة المصرية في اللعب علي هذا الوتر لتحقيق أكبر مكاسب مالية.. وتلك المهزلة تمثل حكاية كل عام فاللاعبون في مصر يتصرفون كما يحلو لهم لقناعتهم بأن نظام الاحتراف في مصر مازال في سنة أولي احتراف. وهو نظام أشبه بمولد وصاحبه غائب اللوائح مليئة بالثغرات والنظام مهترأ مما جعل الكرة المصرية الوحيدة في العالم التي نري فيها اللاعب يوقع لأكثر من ناد وأحياناً ثلاثة في موسم واحد فاللاعبون يسعون مع السماسرة لتحقيق أكبر مكاسب مالية ممكنة من عمولات وعقود بالمزايدة علي الأندية واضعين في حساباتهم غياب العقوبات الرادعة والمغلظة بنظام الاحتراف الذي عجز منذ تطبيقه في مصر عام 90 عن القضاء علي تلك المهزلة وهذا المسلسل الفاشل الساقط الذي يتكرر كل عام ومنها علي سبيل المثال لا الحصر سعيد عبدالعزيز وجدو وباسم علي.. إلخ.. وكأن قيام الجبلاية بوضع عقوبات مغلظة تمتد علي سبيل المثال لمدة عام في اللوائح يحتاج لمعجزة خاصة وأن تكرار تلك الأزمة سنوياً يعد من أحد الأسباب في زيادة حالة الاحتقان والتوتر بين القطبين الأهلي والزمالك وأعتقد أن هذه المبادرة الرائعة للمستشار مرتضي منصور يجب أن تكون بداية لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين مجلس إدارة الأهلي برئاسة المهندس محمود طاهر ومجلس إدارة الزمالك بما يصب في المصلحة العليا للكرة المصرية ويعيد الهدوء والاستقرار للشارع الكروي.. فأنا أري الجماهير لن تعود الي المدرجات مرة أخري إلا حدثت المصالحة بين مجلس إدارة الناديين بعد أن شهد الموسم المنقضي حالة من الشد والجذب والتوتر بين الطرفين وانعكست هذه الحالة سلباً علي سلوك ومشاعر الجماهير وإذا كانت هذه المبادرة الطيبة لرئيس الزمالك تمثل خطوة للأمام فلابد أن يقابلها مجلس إدارة الأهلي في خطوة مماثلة أو تمديدها نحو بناء حالة جديدة من الثقة وأن تضع المصلحة العليا للرياضة المصرية فوق أي اعتبار بعيداً عن القرارات الانفعالية والنعرات وفرض الرأي ويجب أن تتذكر إدارة الأهلي أن الوطن يمر بمرحلة حرجة تحتاج لأن يتسابق الجميع لتحقيق الاستقرار والهدوء ودعم مظاهر الأمن والأمان لربوع الوطن في الوقت الذي يتصدي فيه أبطال قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الشجعان للإرهاب الأسود الذي يحاول عرقلة مسيرة بناء دولة مصر الحديثة وتلك الظروف الاستثنائية تحتاج لوقوف كل فئات الشعب صفاً واحداً لتحقيق الانتصار علي الإرهاب بإذن الله وإنطلاقاً من هذا الواقع أقولها بصراحة أن الدولة "مش ناقصة مشاكل الكرة" وببساطة ممكن إلغاؤها مثلما حدث عقب ثورة يناير وعندئذ سيكون عناصر الكرة المصرية لاعبين وأندية هم أكبر الخاسرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف