الأهرام
محمد أمين المصرى
الوزير رشدى الخيال
ومصر على أبواب اجراء انتخابات مجلس النواب وهو الاستحقاق الذى تأخر كثيرا لأسباب متعددة، ربما نستحضر بعض المشاهد السينمائية التى جسدت بحرفية شديدة بعض آفات الانتخابات وعالم السمسرة والرشاوى وشراء الذمم وتخريب الضمائر واستغلال الأطفال.

وجسدت جملة عابرة فى فيلم «ليل وقضبان» نموذجا صارخا للضمائر الخربة، عندما بشر أحد الضباط زميله بأن الانتخابات على الأبواب وأن كل مشكلاته المالية ستجد حلولا من وسع، والمعنى لا يحتاج لتوضيح.

وأمامنا تحفة وحيد حامد «طيور الظلام» الذى صور مشهد الانتخابات من واقعنا الأليم. لا يهمنا أحداث وحبكة الشريط السينمائي، بيد أن عدة مشاهد لا تزيد على 6 دقائق من الدقيقة المائة، تحكى لنا كيف نصح فتحى نوفل (عادل إمام) الوزير المرشح الضعيف رشدى الخيال (جميل راتب) الذى يجهل تماما دائرته الانتخابية، بأن «يبوس» الناخب «الجربان»، ليهتف له «عاش رشدى الخيال نصير الفقراء والجربانين».. ثم تأتى سيدة بطفلها العارى والمبلول ويتأفف المرشح من حمله، لينصحه فتحى بحمله وتحمل أفعاله الطبيعية وتقبيله، ليهتف له «عاش رشدى الخيال نصير المبلولين وراعى الجفاف».

وتسرد المشاهد صفقة شيطانية بين نوفل الأفاق والإخوان، تقضى بترك مقعد الدائرة للوزير مقابل استفراد الإخوان بالنقابات، ليجسد واقعة حقيقية كان بطلها مرشح النزهة الجديدة والمرج عن الحزب الوطنى الذى لا يعرفه أحد ليترك بدوره نقابة الأطباء للإخوان يديرونها بمعرفتهم.

وبمناسبة الطفل المبلول واستغلاله دعائيا، جسدت التحفة الهوليوودية «العدو على الأبواب» ملحمة مقاومة مدينة ستالينجراد السوفيتية للجيش النازي، واستغلال المسئول السياسى بالجيش الأحمر الطفل «ساشا فيليبوف» ليجنده كجاسوس مزدوج بينه وبين القناص النازي، وكل همه تصعيد رتبته العسكرية، ليعدم الطفل فى مشهد مأساوى بعدما تم استغلاله فى أعمال ليست طفولية.

بمناسبة الانتخابات وغيرها، نتمنى ألا نكرر حكايات الوزير رشدى الخيال والطفل ساشا فيليبوف، واستغلال الأطفال فى الدعاية بأعمال بعيدة عن الطفولة البريئة والأخلاق الإنسانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف