الجمهورية
لويس جرجس
كيلو السمك بربع جنيه
جميل أن يشمل مشروع تنمية محور قناة السويس مشروعاً كبيراً للاستزراع السمكي في 5 آلاف فدان "بأحواض الترسيب بشرق القناة من جنوب التفريعة حتي خليج السويس. لينتج ألف طن يومياً ويوفر 10 آلاف فرصة عمل" حسب تصريحات وزير الزراعة. ولكن جميل أيضا أن ننظر إلي ما بين أيدينا من ثروات في هذا المجال ونعمل علي تنميتها بالتوازي مع المشروع الجديد.
أتحدث هنا عن مصدر غذائي هام يساهم في توفير غذاء صحي رخيص للمصريين بعيداً عن اللحوم البيضاء.
أتحدث أيضا عن ثروات بحيرة ناصر "حوالي مليون فدان داخل أرض مصر" المهدرة من الأسماك. التي تدهور إنتاجها من 30 ألف طن سنوياً إلي 14 ألفا فقط وفق احصاءات عام .2013
أتحدث هنا مرة ثالثة عن عادة مصرية يجب أن نعمل علي التخلص منها ونحن نتطلع إلي بناء وطن جديد متقدم. وهي الحماس المفرط للجديد ثم التراخي وضعف المتابعة إلي حد ترك ما بين أيدينا من ثروات هائلة تذهب هباء في البحر. هكذا كان حالنا مع بحيرة ناصر التي كانت واعدة بلا شك. وكان بإمكاننا أن نستغني بإنتاجها من الأسماك عن استيراد اللحوم والدواجن. وأن نواجه بها الارتفاع الجنوني في أسعار هذه المنتجات الحيوية. حلمنا كثيراً بأن البحيرة ستوفر كيلو البلطي للمواطن بـ 25 قرشاً. ولم يكن حلماً بعيد المنال أو مستحيلا. ولكنها العادة المصرية السيئة في فرط الحماس بالبدايات وفرط التراخي بعدها.
تنمية إنتاج مصر من الأسماك من جميع مصادره "بحر أبيض وبحر أحمر و8 بحيرات علي البحر وفي الفيوم. بخلاف بحيرة ناصر. يضاف إليه المشروع الجديد بقناة السويس" يجب أن يتحول إلي مشروع قومي تعمل الدولة بكل جدية علي النهوض به لتوفير مصدر غذائي صحي رخيص للمصريين في جميع المحافظات يواجهون به الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم. فتوفر بحيرة ناصر الأسماك لسكان جنوب مصر ويوفره البحران والبحيرات والقناة لسكان الدلتا "بهدف تقليل نفقات النقل لمسافات بعيدة".
علينا أن ندرس أسباب تدهور إنتاج الأسماك في مصر. "التي يقال إن من بينها مصالح مادية واحتكارات". ونعمل علي حل مشاكله حتي لا يصاب المشروع الجديد بفيروس الاهمال المفرط الذي يعقب الحماس المفرط.
علي الهامش: في بداية ستينيات القرن الماضي اشترت مصر أسطول صيد ضخماً من الاتحاد السوفيتي مجهزاً بثلاجات لحفظ الأسماك ومصنعاً للتعليب. وكان يصيد الأسماك في أعالي البحار. وللأسف تدهورت حالته وتوقف نشاطه ولا يعرف مصيره.
"من بحث لأماني إسماعيل محمد. معهد الدراسات والبحوث البيئية ــ جامعة عين شمس".
لقطة:
مرة أخري نقرأ خبراً عن رجال شرطة سان فرانسيسكو الأمريكية وهم يشلون حركة رجل أسود بساق واحدة ويكبلون يديه ويقف أحدهم فوق ساقه الصناعية. ويكاد جسمه يتعري بالكامل. ويتواصل النقاش داخل الولايات المتحدة وخارجها حول استخدام الشرطة للقوة. وخاصة ضد جماعات الأقلية. إنها أمريكا التي تدين دول العالم التي تتمرد علي سياساتها بانتهاك حقوق الإنسان. ثم "تطنش" علي ما يحدث داخلها. وفي الدول التي تتبعها ولو انتهجت سياسة الإبادة الجماعية لشعوبها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف