وقع انفجار رهيب هز منطقة شبرا الخيمة كلها وايقظ كل السكان وقطع التليفزيون ارساله العادي لبث الخبر.. ومع ذلك ظهرت صحف اليوم التالي بدون الحادث سوي صحيفتين بخبر خاطئ مشوه علي عمودين.. تعالوا نقارن هذا بصحافة زمان.
الدكتور عبد المنعم البهي دكتوراه من الأزهر وليس في الإعلام ولا حتي الجامعات المصرية يسكن في جاردن سيتي سمع انفجارا ضخما في الثالثة صباحا نفس الحكاية نزل بالروب فوق الجلباب.. وجد سيارة تحت منزل مصطفي النحاس يخرج منها الدخان ودخل الفيلا فالباب الحديدي تهدم تماما.. لقد تم محاولة نسف منزل مصطفي النحاس.. ايقظ احمد ابو الفتح رئيس تحرير جريدة )المصري( وكارلو زخاري مصور الجريدة وبدأ في تغطية الحادث.. صدر قرار لشركة التوزيع بلم أعداد الجريدة الموجودة في السوق من الإسكندرية لأسوان فقد كان قطار الصحافة لم يتحرك بعد من المحطة.. ونزلت الجريدة في حوالي الساعة العاشرة في القاهرة وبعد ذلك بساعات في باقي المحافظات.
***
واختلفت الآراء.. الجريدة خسرت المال الكثير والكثير جدا.. ثمن الأعداد القديمة التي لم يتم توزيعها فضلا عن الاعلانات التي لم تنشر لسرعة تحرير العديد الجديد.. يتزعم هذا الاتجاه الدكتور السيد أبو النجا مدير المصري الذي أصبح بعد ذلك مدير أخبار اليوم ثم مدير الأهرام.. بالعافية انتزعه هيكل من أخبار اليوم.
الرأي الآخر ان هذا السبق الصحفي لا يقدر بمال.. ارضاء القراء واشباع غريزة حب الاستطلاع عندهم بالدنيا كلها.. صحف العالم تنقل الخبر عن الجريدة دعاية لا تقدر بثمن.
من طرائف هذا الموضوع.. الدكتور البهي سكرتير تحرير )المصري( الذي وصف حالة زينب الوكيل زوجة النحاس وهي ترتعش وترتعد أمام باب حجرة اتضح انها حجرة نوم النحاس لا تقوي اعصابها لكي تفتح الباب وتنادي علي مديرة المنزل التي تنام أسفل الفيلا لكي تفتح هي الباب فقد كانت حجرة نوم النحاس قد تم تدمير جزء كبير منها.. فتح الدكتور البهي الباب فوجد النحاس يجلس القرفصاء علي الأرض يقرأ في المصحف رغم أن أرضية الحجرة مائلة للأسفل.. كارلو زخاري باع الصور في اليوم التالي للصحف المصرية والأجنبية بأضعاف مرتبه لمدة سنة.
هذه هي صحافة زمان.