الأخبار
علاء عبد الهادى
تجليات الغيطاني
الكتابة عن أديب وروائي في حجم جمال الغيطاني صعبة ومربكة لمن يريد ان يتصدي لها فمن انت لكي تقيم الغيطاني ومن انت لكي تعدد اسهاماته.. ورغم اني افضل دائما الكتابة عنه من زاوية علاقتي الانسانية به الا انني اكتشفت وعكس ما كنت اعتقد ان كثيرين غيري وقف بجوارهم الغيطاني وشد علي ايديهم.
كان لدي هذه القامة الادبية الرفيعة الوقت ومساحة التواضع التي تسمح له بان يتصل تليفونيا معقبا ومعلقا علي مقال لي او لاحد من الزملاء.. ولا يكتفي بذلك بل ينير الطريق بان هذه القضية او تلك تحتاج معالجة من زاوية بعينها.
الكتابة عن الغيطاني اﻵن صعبة علي تلاميذه ومريديه.. ذهب الرجل كثيرا إلي معارك خاضها بشرف وعاد من حرب الاستنزاف إلي اكتوبر الي معارك اختطاف الوطن... ويعتبر نفسه مجرد جندي في الجيش المصري العظيم الذي خصص له جهدا كبيرا لاظهار دوره في حماية الوطن من الانهيار.
خرج الغيطاني كثيرا وعاد.. وخاض معارك كثيرة نجح في كثير منها ولم يوفق في البعض اﻵخر.. كل هذه المعارك الشرسة تركت آثارها علي قلبه ولكنه كان في كل مرة يخرج أقوي واكثر صلابة في مواجهة اعداء الحياة.. ويحول المحنة إلي منحة ادبية يهدينا بعدها من فيض ابداعاته.
هذه المرة رقد الغيطاني.. وأخاله سيعود منها بقطعة ادبية يهدينا بعدها تجربته عن الحد الفاصل بين عالمين.. عن عالم تسمو فيه الروح فوق الجسد المتعب بأعباء السنين.
استاذي جمال الغيطاني.. انتظرك.. مع تلاميذك انتظر تليفونك لما تقول رأيك في اوراقي الخاصة التي ارسلتها لك.. انا في انتظار مقالك عبور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف