وتأتي البقية في قبس من العذاب يعيشه العالم في أعنف موجات حرارية وتطرف حراري جعل عامنا هذا أشد الأعوام حرارة حتي الآن، وبأسنا نذيقه لبعض ليس في إرهاب الدواعش أو جماعات الإرهاب فقط ولكن في تكالبنا علي المصالح الشخصية والأغراض النفعية والمناصب والكراسي نخوض من أجلها معارك الحياة أو الموت، ولا نريد تكاليفها وإنما بريقها فقط، لا يكفينا ما بأيدينا فنكذب ونخدع ونخاصم لنحصل علي حق ليس لنا ومزيد ليس من حقنا.
لا تهزنا الأرقام حولنا تقول إن 400 مليون شخص في العالم لا يحصلون علي الخدمات الصحية، ومازال في العالم2٫5 مليار شخص ليس لديهم صرف صحي محسن، وأن ثلث هذا العدد لا يجدون صرفا صحيا أصلا لقضاء حاجاتهم.
ومازلنا لا نفيق ونحن نتابع ما قاله بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن مدي شعوره بالألم والغضب والخجل حيال التقارير المتكررة منذ أعوام حول الاستغلال الجنسي والاعتداء الذي تمارسه قوات ذهبت لإفريقيا لتحفظ السلام وتحميه لا أن تضيعه، وهي البعثة الأممية لحفظ السلام في إفريقيا التي استقال رئيسها احتجاجا علي كثرة الانتهاكات ويتجلي الظلم الذي كسبته أيدي البشرية في الصمت المخزي أمام انتعاش تجارة عشرات الآلاف من المسلمين «الروهينجا» اللاجئين إلي تايلاند للفرار من التطهير العرقي في بورما حيث يتم بيعهم من خلال معسكرات قاتلة ينحشرون فيها في عيشة غير آدمية تمهيدا لبيعهم لتجار الأسماك كعبيد ، تلك الجريمة المتورط فيها مسئولون حكوميون باعوا 30 ألف روهينجي مسلم مقابل 900 دولار للفرد، ومن لم يدفع ألقي به في البحر.
حتي الطيور لم تسلم من ظلمنا حيث نقتل في منطقة البحر المتوسط سنويا 25 مليون طائر تأتي إيطاليا في المرتبة الثانية بعد مصر في قتل الطيور بشكل غير قانوني ،فمتي ستفيق البشرية وتحاسب نفسها عما تقترف من آثام وشرور ؟ أعند الغرغرة ؟ رحماك ربي.