أن تكون طفلا فهذه ليست مشكلة، ولكن أن تكون طفلا وفى الوقت نفسه مسئولا عن آخرين، أو عن إدارة أو قيادة كيان كبير، فهذه هى المصيبة!. طبعا مصيبة، لأن من يفكر بعقلية الأطفال سيسلك نهجهم، سيلعب بالنار، لمجرد أنه يريد أن يلعب، سيتسلى بمضايقة الآخرين، لمجرد أنه يريد أن يتسلي، وقد يستقوى بـ«بابا» و«ماما» بل وبـ«الجيران» لكى يحصل على حقه، وعلى ما ليس من حقه! سيشكو من الاضطهاد، وهو أكثر المدللين، وسيشكو من تجبر الآخرين عليه، وهو أول من يؤذيهم ويضايقهم. على يده، تتحول مشكلات صغيرة بقدرة قادر إلى أزمات كبيرة وخطيرة، وعلى يده أيضا تنشأ مشكلات وأزمات كبيرة تهدد من حوله، من لا شيء. صراع وعراك ينشأ بين الجميع بسببه، لا يهم، المهم أنه سيقتنص ما يعتبره حقا له، فلا يوجد من يقوى على بكائه، ولا أحد يتحمل رؤيته حزينا أو غاضبا، فهو الأقوى بعقلية الطفل التى يعيش بها!. والفارق بين الطفل الحقيقي، والطفل «المسئول» أن الطفل لا يعبأ بمن حوله، ولكن تصرفاته تؤدى إلى خسائر محدودة، وتدليله تتحمل مسئوليته أسرته وحدها، ولكن الطفل المسئول أو المسئول الطفل، لا تهمه الدنيا كلها، ولا يعنيه من حوله، ولا البلد الذى يعيش فيه، ولا الظروف المحيطة، ولا يحترم مؤسساته التى تتولى حمايته وتأمينه بل والإنفاق عليه، يرهقها بطلباته، ويحرجها بتصرفاته، وإذا أغضبته استقوى عليها بمحترفى المشاكل، فهو لا يرى إلا نفسه، طلباته يجب أن تلبي، ورغباته إياك أن تقترب منها، فهى «خط أحمر» وهو دائما على حق، و«فوق الجميع»!. كلنا ندلل أطفالنا، ولكننا نعرف المثل الشعبى الذى يقول : «لا تطوًل الحبل لولدك يشنق نفسه»!. .. فما بالنا إذا كان الطفل مسئولا؟ ويسير وراءه أطفالا مثله يصفقون له؟!. .. طبعا النتيجة ستكون حربا أو فتنة، وأقلها «فشلا»!!.