الأهرام
مرسى عطا الله
قتلة على طول التاريخ!
2 - من يراجع تاريخنا المصري والعربي والإسلامي سوف يتأكد أن الذين نجحوا في اغتيال رئيس وزراء مصر أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي في أربعينات القرن الماضي وحاولوا اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر أكثر من مرة وفشلوا وحوكموا قبل أن ينجحوا في اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب عام 1990 وصولا إلي اغتيال النائب العام هشام بركات هذا العام .. هؤلاء لا يختلفون في قليل أو كثير عن الذين اغتالوا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين قبل14 قرنا مضت..فمنذ أربعة عشر قرنا استل أبو لؤلؤة المجوسي خنجره وطعن به عمر بن الخطاب بدعوي الانتقام لبني جنسه.. ولكن الحقيقة أن ما أقدم عليه هذا المجوسي لم يكن عملا تلقائيا، وإنما كان من ورائه تنظيم أراد للإسلام انحسارا واندثارا ولقوة الدين الجديد هزيمة وانكسارا.. وهو نفس ما حدث للسادات بواسطة الإسلامبولي ورفاقه الذين كشفت التحقيقات عن أنهم كانوا جزءا من تنظيم أراد لمصر أن تنكفئ علي نفسها وأرادوا لمسيرة السلام أن تتوقف!

وهؤلاء.. وهؤلاء.. لا يختلفون في كثير أو قليل عن أولئك الذين زرعوا بذور الفتنة الكبري ومزقوا وحدة الأمة الإسلامية عندما أباحوا قتل الخليفة عثمان بن عفان أمير المؤمنين زوج ابنتي النبي صلي الله عليه وسلم وصاحبه المتبرع بماله في سبيل الله.. قتلوه وهو جالس يتلو كتاب الله القائل في محكمه: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.. قتلوه باسم الإسلام ولم يحترموا كتاب الله الذي هو دستور الإسلام .. قتلوه وأباحوا للفتنة أن تأخذ سبيلها بين المسلمين وأن تعود الحياة للجاهلية الأولي تدفعها العصبيات وتسيرها الأهواء والمصالح.

وفي اعتقادي ـ والله أعلم ـ إن درء هذا الخطر الذي يهدد الإسلام ويهدد أمن الوطن منصوص عليه في كتابه عز وجل، وهو القائل في سورة المائدة:«إِنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».

خير الكلام :

<< ليس هناك عنوان للعجز مثل عجز المرء عن التصالح مع نفسه !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف