فريدة الشوباشى
أغـلق الشبـاك .. أم أفتحـه؟
كاد رجل أن يختنق فى حجرته الصغيرة ففكر فى فتح طاقة للتنفس،أى شباك..فإذ بالبلدية تحرر له مخالفة لانه فتح شباكا دون ترخيص، فأسرع الرجل وسد الفتحة متصورا انه امتثل بذلك للقانون، غير انه فوجئ بالبلدية توقع عليه غرامة مالية ،لأن بروزا ظهر فى جزء البناء الذى سد به الفتحة، فتملكته حيرة قاتلا واخذ يضرب كفا بكف، وهو يتساءل ماذا يفعل؟ هل يقفل الشباك ام يفتحه؟
شىء من هذا القبيل نلمسه فى ظروفنا الراهنة، فكل فصيل، بل كل شخص «مثقف» أو «سياسى» لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب..أو بالأحرى، اذا حدث العجب فهو ينتقده بشدة، وفى حال الصيام فى رجب، فهو يهيل عليه التراب..بمعنى..«أنا أهاجم، اذن انا موجود»..فعلى سبيل المثال،يصرخ هؤلاء مطالبين الدولة بالتصدى بقوة وحسم للأعمال الارهابية، وما ان يصدر قانون الإرهاب، إلا وترتفع الأصوات صارخة من سياسة الحكومة «القمعية» التى لا ترأف بحال منفذى التفجيرات وتخريب ابراج الكهرباء وزرع قنابل الموت فى كل مكان تصل اليه أياديهم.. والأدهى ان يصل الأمر ببعض هؤلاء إلى توبيخ الحكومة لانها لا تفتح حوارا مع مرتكبى التفجيرات «باعتبارهم «فصيلا وطنيا!» ولا يحق لك ان تسأل هؤلاء ان يدلونا على دولة فى العالم، مهما بلغت ديمقراطيتها، ولن أقول سماحتها و«حنيتها» تتحاور مع قتلة ومخربين وحاملى كل أنواع الأسلحة، كما يسد هؤلاء آذانهم ويغمضون أعينهم، حيال انين ضحايا الإرهاب والإرهابيين وكأن الضحايا الأبرياء، لا ينتمون الى الجنس البشرى، وكأن الوطن بات مرتعا للإرهابيين وحدهم دون شريك.
باختصار فالذين ادانوا قانون الإرهاب لم تصدر عنهم كلمة ادانة واحدة للإرهاب فى حد ذاته ..وتعالوا «الى مشروع قناة السويس الجديدة، فقبل التنفيذ، شكك «العالمون ببواطن الأمور وجهابذة العصر والأوان» فى إمكان توفير الأموال اللازمة لتحقيق المشروع..وخلافا لتوقعاتهم العبقرية، تدافع المصريون للاسهام فى تمويل هذا المشروع العملاق ايمانا منهم بجدواه وبأنه يمثل نقطة انطلاق مصر الأفعال وليس الأقوال، وأعطى المصريون درسا عمليا و ليس مجرد «طق حنك» فى ان زمن استعباد المعونة الأمريكية، والتى حققت مصالح واشنطن بالدرجة الأولى، قد ولى الى غير رجعة، ايضا، افتى الجهابذة بان تخطيط المشروع هندسيا مبنى على خطأ ومن المستحيل انجازه فى عام، فإذ بالرد المصرى يفحمهم ويتم انجاز المشروع فى أحد عشر شهرا واسبوع، أى قبل مرور العام.. فانتقل هؤلاء الى اخراج القطط الفاطسة، فى المشروع وفى جدواه وتوقيته، فلكل منهم «اجندة اولويات» يلح على جدوى الأخذ بها وكأنه ادار معارك بناء واصلاح اقتصادى سجله التاريخ وشهد له العالم.. فأفحمهم رد الهيئة العالمية لعلوم البحار والمحيطات، بأن قناة السويس الجديد هى بمنزلة نقلة نوعية فى حركة التجارة العالمية الخاصة بالناقلات العملاقة، التى تعد مستقبل التجارة العالمية.
كما ان تلك الهيئة منحت قناة السويس الجديدة شهادة الكفاءة فى أمور الأمن والسلامة البحرية.. والمثير للدهشة، أن أحدا من المشككين، بحسن أو سوء نية، فى كل ما نسابق به الزمن الآن، لم يأت على ذكر واحدة من أروع التطورات، واكثرها ايجابية، واعنى بها ربط سيناء بالوادى لأول مرة فى تاريخنا،عبر الأنفاق التى أعلن عنها أخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى..!! الأكيد،ان كل جهود التيئيس والإحباط التى يحاول أعداء الخارج والداخل إشاعتها، تتبخر على صخرة الواقع الواعد الذى تابعه المصريون ويرونه بأم أعينهم.. و.. سنفتح الشباك... ويضىء حياتنا الجديدة.. وليس أمامنا من خيار آخر.