مازلنا نلف فى الدائرة المفرغة، ومازال نظامنا التعليمى من أسوأ الأنظمة، والغريب أن الجميع من الطلاب وحتى كبار المسئولين فى الدولة يعرفون ذلك، بل والمجتمع بجميع أفراده وفئاته يعى جيدا أزمته ونتائجه السيئة، ولكن فى النهاية لا تحديث أو تغيير أو تطوير، بل ترقيع فقط وحلول صعبة لمشاكل نتجت عن مشاكل أخرى بنيت على تجاوزات وأنظمة ولوائح وقوانين بليدة عفى عليها الزمن، ولم تعد صالحة لهذا العصر، فى الوقت الذى تتسابق فيه أنظمة التعليم فى العالم المتقدم بتكنولوجيا وفكر جديد غيرت من شكله وأهدافه وتأثيره على مجتمعاتها.
الكارثة الأكبر تكمن فى احتياج نظامنا التعليمى إلى قوانين وفكر ورؤية جديدة، ولكن للأسف الشديد سيواجه مقاومة شديدة من جميع القائمين على هذه المنظومة أو المستفيدين منها، لأن الجميع لا يحب التغيير ويخاف منه برغم الشكوى المستمرة من نتائجه، والمجتمع يحوى أصحاب مصالح كثر يستفيدون من هذا النظام الفاشل، والدولة والحكومة محلك سر، ولا تريد الاقتحام أو حتى الاقتراب، وليس لديها غير التصريحات والوعود والكلام حول التطوير.
ليس أمامنا فرص أخرى، اما أن نبدأ لنغير ما نؤذى به أولادنا والأجيال المقبلة، أو نسكت عن الكلام ونستمر فى نظام التعليم على «الكيف»، ونعلن أن هذا هو الأفضل، ونواصل فى تخريج طلاب للمجتمع مشوهين علميا وثقافيا واجتماعيا، ولانسأل عن الأزمات المتلاحقة والمتكررة فى كل قطاع من قطاعات الدولة، وننسى المطالب التى قامت من أجلها ثورتان، لم نحصد منهما إلا المزيد من التأخر وأسوأ الأخلاقيات.