سيدى الفاضل..أنا مغترب مصرى مقيم فى فرنسا وأحمل الجنسية الفرنسية مع احتفاظى بجنسية وطنى .. وقد قرأت باهتمام مقال سيادتكم بتاريخ 9 أغسطس عن قناة السويس الجديدة وأحفيتها بمسمى «المشروع القومى العملاق».
لقد علمتنى الحياة أن أنظر إلى المستقبل البعيد وأحاول قدر الإمكان استباق الأحداث وإيجاد حلول لمشكلات لم تقع بعد ولكن احتمال وقوعها وارد ولهذا قد يتعجب البعض من سؤالى: وماذا بعد السيسى؟.
مما لا شك فيه أن الرئيس السيسى قدم لمصر فى عام واحد ما عجز عن تقديمه السابقون فى عشرات السنين وطبقا لمواد الدستور إن لم أكن مخطئا فإن أقصى مدة للرئاسة هى 8 سنوات مقسمة إلى مدتين و الشىء المقلق هو عدم ظهور صف ثانى من الكفاءات على المسرح السياسى قد تكون مؤهلة للقيادة فيما بعد على أن يتم صقلها خلال هذه الفترة.
هذه المشكلة مرت بها فرنسا فى عهد لويس الـ 14 فقد لاحظ الملك ضعف مستوى رجال الدولة وجفاف المنابع وعدم ظهور كفاءات قادرة على صناعة القرار ولهذا أمر بتأسيس مدرسة الـ ENAécole nationale d,administration التى مازالت تقوم بتخريج دفعات من الشباب الذين ينشدون العمل فى الدواوين و المناصب الحكومية والتى تخرج فيها دومينيك دوفيلبان وزير الخارجية فى عهد جاك شيراك وسيجولن روايال المرشحة للرئاسة عن الحزب الاشتراكى كذلك الغالبية العظمى من نواب غرفتى البرلمان أيضا أعضاء الأحزاب والسفراء والعاملون بالسلك الدبلوماسى وغيرهم من رؤساء الهيئات كالنقل والطيران والشركات الكبرى .. ولهذا أعتقد أننا فى أشد الحاجة إلى هيئة مماثلة ترعاها الدولة وتضمن تكافؤ الفرص حتى لا تكون مقصورة على أولاد العائلات والحسب و النسب... وفقكم الله أستاذى وحمى الله مصرنا من كل سوء.
..........
انتهت الرسالة التى تستحق الاهتمام كما أن الفكرة تستحق الدراسة ولكننى بعيدا عن التفتيش فى النيات والمقاصد أشم رائحة غير مريحة وراء تكرار طرح هذا السؤال المبكر بعد عام واحد من حكم الرئيس السيسى... وفى رأيى أنه سؤال استخباراتى مصنوع بخبث فى الخارج لكى يردده بعض البلهاء فى الداخل لجذب انتباه المصريين بعيدا عن أفراحهم بإنجاز قناة السويس الجديدة!
خير الكلام :
<< مساحة الحب نزرعها معا.. مساحة الكراهية لك وحدك !