ايمن عبد الجواد
باختصار .. ابحثوا عن هذا الطبيب!!
أصعب شيء يمكن أن يواجهك كأب أن يقولوا لك إن حالة ابنك ميؤوس منها وأن المسألة مسألة وقت حتي يغيب عنك إلي الأبد. والشعور الأصعب أن تقف عاجزاً وأنت تراه أمامك يتقطع من الألم وأنت أيضاً تتقطع معه لأنك لا تستطيع توفير الدواء المطلوب لتخفيف معاناته وآلامه في أيامه الأخيرة.
هكذا كان الصراع النفسي علي أشده داخل عقل ووجدان حداد المسلح "أشرف فاروق خليل" الذي فعل كل شيء لتوفير نفقات العلاج بالكيماوي لابنه "كريم" التلميذ بالصف الأول الإعدادي بعد أن أخبره الأطباء - أو بالأحري أوهموه - أنه مريض بالسرطان لكن العين بصيرة واليد قصيرة.
وفي لحظة يأس اتخذ الأب قراراً جنونياً يضع حداً لعجزه وقلة حيلته. شنق نفسه ببلكونة شقته بمنطقة الراجبي أول بالمحطة الكبري حسبما نشرت الصحف.
وعلي طريقة أفلام الأبيض والأسود حيث النهاية تكون دائماً سعيدة. ظهرت تطورات ومفاجآت مثيرة. فالطفل الذي كان سبب انتحار والده غير مصاب بالسرطان أصلاً كما أكدت الفحوصات والتحاليل التي خضع لها في مستشفي "57357" بطنطا بتكليف من د. عادل العدوي وزير الصحة!!
هكذا بكل بساطة يتم إسدال الستار علي القصة بخسارة وحيدة هي فقدان الأب ورب الأسرة الذي قتله قرار خاطيء لطبيب فشل مرتين. الأولي في التشخيص والثانية عندما أبلغ الأب بحقيقة المرض اللعين قبل إجراء الفحوصات اللازمة أو تمهيد الأجواء حفاظاً علي حالته النفسية وهو أول من يعلم صعوبة وقسوة وصدمة هذه المصارحة.
لا يعنيني اسم الطبيب المعالج أو مكان ومسئولية المستشفي الذي رفض استكمال علاج "كريم" وأغلق أبواب الأمل أمام الأب وتعامل مع الحالة بمنظور اقتصادي بحت. فكلنا يعلم أن المسألة كلها أصبحت بيزنس ولا مجال أبداً للنواحي الإنسانية والفقراء لهم الجنة.
ولن أتوقف طويلاً أمام دور ومسئولية الدولة باعتبارها راعية ومسئولة عن رعيتها. ومن أبسط واجباتها توفير مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها من مأكل ومسكن وعلاج بأسعار معقولة حتي لا يموتوا حسرة وعجزاً.
الذي يعنيني وسأتوقف طويلاً أمامه هو المسئولية الأخلاقية والمهنية وربما الجنائية للطبيب صاحب التشخيص الخطأ. وأطالب باستدعائه والتحقيق معه بمعرفة النيابة العامة ونقابة الأطباء باعتباره مسئولاً ولو بصورة غير مباشرة عن انتحار الأب بعد أن أغلق الدنيا كلها في عينيه.
القصة مازال فيها فصل أخير ستجدون تفاصيله عند هذا الطبيب.
تغريدة:
اللعب داخل جهاز الأمن أمر لا يحتمل الأخذ والرد أو حلول الوسط.. عن أزمة أمناء الشرطة بالشرقية أتحدث.